كييف، واشنطن – أ ف ب، رويترز - يُعقد في جنيف اليوم الاجتماع الرباعي حول أوكرانيا، بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيريه الأوكراني أندري ديشتشيتسا والأميركي جون كيري إضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وعطّل دخول ست مدرعات ترفع علم روسيا وجنود «غامضين»، جزئياً عملية «مكافحة الإرهاب» التي أطلقتها سلطات كييف ضد انفصاليي مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا، باعتبار أن القوات الحكومية لم تتقدم من بلدة كراماتورسك التي تبعد 20 كيلومتراً، غداة سيطرتها على مطار عسكري (للمزيد). واستقبل مئات من سكان سلافيانسك التعزيزات التي وصلت لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يسيطرون على مقار إدارية وأمنية بهتافات «أنتم أبطال، نحبكم»، و «الجيش مع الشعب». وقالت نتاليا تسلينكو (53 عاما): «الآن، يتولى حمايتنا جنود وليس فقط مدنيون. لحسن الحظ، جاء الجيش لمساعدتنا ضد جنود كييف». وصرح رجل بلباس عسكري بأن «الجنود هم فارون من الجيش الأوكراني ومتطوعون من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا الشهر الماضي». وزاد: «تصدى سكان كراماتورسك لدبابات فسيطرنا على المدرعات، وانضم جنود إلينا». وأفاد مراسلون بأن جنوداً أوكرانيين فككوا أسلحتهم في كراماتورسك، بعدما طوّق حشد من الناشطين الموالين لروسيا عرباتهم المدرعة، وسلموها إلى زعيم المحتجين، في مقابل وعد بالسماح لهم بمغادرة المنطقة مع عرباتهم. وفيما أكد رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك التزام كييف بمحادثات السلام في جنيف اليوم، استبق الوزير لافروف اللقاء بإصدار شهادة وفاة للدولة المركزية في أوكرانيا. واعتبر ان «الدولة الموحدة في أوكرانيا توقفت عن العمل، وأسسها انهارت اثر التقلبات السياسية»، مشدداً على أن الوسيلة الوحيدة لضمان عودة الاستقرار إلى أوكرانيا «تتمثل في تبني نظام فيديرالي يمنح كل مناطق البلاد الإحساس بالطمأنينة ويضمن حقوق ممارستها تقاليدها ونمط عيشها». وطالب لافروف بدستور أوكراني «متوازن يأخذ في الاعتبار بموضوعية مصالح كل الفئات اللغوية والقومية، خصوصاً بعدما أظهرت الأزمة خلافات عميقة بين جنوب شرقي البلاد وغربها حول اتجاه التطور المقبل، ما يدل على عدم استقرار نموذج الدولة الذي اختارته كييف في الماضي». والأكيد ان محادثات جنيف ستكون صعبة، إذ تريد موسكو فرض «فيديرالية» في أوكرانيا تعتبرها سلطات كييف تهديداً بتفكيك البلاد. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستشارة الألمانية أنغيلا مركل من أن أوكرانيا «على شفير حرب أهلية»، لكنهما «أملا بأن يعطي لقاء جنيف إشارة واضحة إلى عودة السلام» كما أكد الكرملين. واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن «لا مجال للفشل في اجتماع جنيف لأن الوضع شرق أوكرانيا اكثر تهديداً، وقد يسقط مزيد من القتلى والجرحى إذا لم نخرج من دوامة العنف». وهددت واشنطن بفرض عقوبات جديدة على موسكو في حال فشل اللقاء، ستستهدف مزيداً من الأفراد، وقطاعات اقتصادية أساسية مثل المناجم والطاقة والخدمات المصرفية. وكان الحلف الأطلسي (ناتو) استبق لقاء جنيف بالموافقة خلال اجتماع لسفراء الدول الأعضاء في بروكسيل، على نشر قوات جوية وبحرية وبرية إضافية خلال أيام في شرق اوروبا، رداً على تأزم الوضع في أوكرانيا، لكن الحلف لن يتدخل عسكرياَ في هذا البلد.