أعلن وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف ان عملية "مكافحة الارهاب" التي يقوم بها الجيش الاوكراني في معاقل الانفصاليين في سلافيانسك وكراماتورسك مستمرة صباح اليوم السبت، وسط تنديد روسيا بما وصفته "الانعدام الإجرامي المسؤولية" لدى السلطات الموالية للغرب في كييف. وكتب افاكوف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" "ان المرحلة الناشطة من العملية استمرت فجرا، ولن نتوقف"، مضيفا " سيطرت القوات المشاركة في عملية مكافحة الارهاب في كراماتورسك هذه الليلة على برج التلفزيون الذي كان من قبل تحت سيطرة الارهابيين"، مؤكداً أن "جنوداً من الحرس الوطني والجيش قاموا بالعملية". وأطلقت العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على سلافيانسك وكراماتورسك فجر أمس الجمعة، وأسفرت عن مقتل اثنين من العسكريين الاوكرانيين بينما اسقطت مروحيتان من طراز "ام آي-24" بالقرب من المدينة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين في شرق البلاد. تنديد روسي ودعا رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة السلطات الاوكرانية الى "التوقف عن قتل مواطنيها" على اثر الهجوم في سلافيانسك والذي يشكل برأيه "دليل عجز اجرامي". وقال إن "مسؤولية الحرب على الشعب الأوكراني تقع على الذين يتخذون القرارات في كييف". وأصدرت وزارة الخارجية الروسية أمس بياناً شديد اللهجة نددت فيه بأعمال العنف "المأساوية" التي أدت إلى مقتل اكثر من 30 شخصاً في اوديسا في جنوباوكرانيا، وقالت إن "روسيا تتلقى بانزعاج شديد الأنباء الواردة عن جريمة جديدة ارتكبت في اوديسا وتدعو كييف وداعميها الغربيين الى وضع حد للفوضى وتحمل مسؤولياتها امام الشعب الاوكراني". واكدت الوزارة ان "هذه الاحداث المأساوية (..) هي في نظر موسكو مؤشر جديد على الانعدام الاجرامي للمسؤولية من قبل سلطات كييف، التي تدعم القوميين الراديكاليين وبينهم حركة برافي سيكتور التي تشن حملة ترويع ضد المطالبين بنظام فدرالي وبتغييرات دستورية حقيقية". وقتل 31 شخصا على الاقل من جراء حريق اندلع في مبنى في اوديسا (جنوباوكرانيا) على اثر مواجهات دارت الجمعة بين انصار وحدة اوكرانيا الموالين للغرب وآخرين من دعاة الانفصال الموالين لروسيا، وفق ما اعلنت وزارة الداخلية الاوكرانية. وأضرم حريق مفتعل في دار النقابات في اوديسا بعد أن تحصن ناشطون موالون للروس في المبنى المحاصر من اخرين موالين للاوروبيين. كما قامت تظاهرات تدعو الى وحدة اوكرانيا، هاجمها ناشطون موالون للروس وانتهت بسقوط اربعة قتلى ونحو خمسة عشر جريحا. الموقف الأميركي من جانبها، دعت الولاياتالمتحدة كلّاً من كييف وموسكو الى "إعادة النظام" في أوديسا التي بقيت حتى أمس في منأى عن الحراك المسلح الموالي لروسيا والذي يتوسع في شرق البلاد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية في بيان إن "اعمال العنف والفوضى التي اوقعت بلا طائل الكثير من القتلى والجرحى غير مقبولة". وتابعت "ندعو الطرفين الى العمل سوياً من اجل اعادة الهدوء والقانون والنظام"، مضيفة "نطالب السلطات الاوكرانية بفتح تحقيق وسوق كل المسؤولين عن اعمال العنف في اوديسا امام القضاء". واعتبرت الخارجية الاميركية في بيانها ان ما جرى في اوديسا هو "دليل مأسوي على الحاجة الملحة الى نزع فتيل التوتر في اوكرانيا"، داعية الى "الاحترام الفوري للتعهدات التي قطعت في جنيف في 17 نيسان (ابريل)" في الاتفاق الرباعي الذي ابرمته الولاياتالمتحدةوروسياواوكرانيا والاتحاد الاوروبي وظل حبرا على ورق. وكان الرئيس الاميركي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل هددا في وقت سابق روسيا بعقوبات "شديدة" في حال تفاقم الازمة في اوكرانيا حيث وقع هجوم دام للسيطرة على سلافيانسك في شرق اوكرانيا.