يحتفل العالم في 12 نيسان (أبريل) ب «يوم المكتبات العامة الجوالة» التي بدأت في القرن التاسع عشر كعربات مليئة بصنايق الكتب المتنوعة تجرّها الخيول عبر المناطق. فلطالما شغل الجهل والأمية كثيرين من أصحاب المكتبات والمثقفين والذين تهمهم القضايا المتعلقة بتعليم المجتمعات وتثقيفها، لأن القراءة تساعد في تناقل المعارف بين الثقافات وتساهم في شكل كبير في تنمية المجتمعات ونهضتها وتقدّمها. ومن أبرز هؤلاء الأميركية سارة بيرد إسكيو التي كانت مديرة مكتبة في نيوجيرزي وتنقل الكتب إلى سكان الأرياف بسيارتها الخاصة. وحتى اليوم، هناك مكتبات جوالة فريدة من نوعها تصل إلى أبعد الأماكن مثل شمال شرقي كينيا على الحدود الصومالية حيث يجول 12 جملاً محملاً بالكتب، الموجهة خصوصاً إلى الأطفال، منذ عام 1996. ولا يقتصر وجود المكتبات «الغريبة» على المناطق النائية أو التي تشهد صراعات داخلية وأهلية، بل يمكن إيجادها بوفرة في أوروبا وأميركا وآسيا. وبعض تلك المكتبات العامة الجوالة بعيدة كل البعد عن المكتبات التقليدية، مثل «المكتبة على ظهر حمار» وهي عبارة عن مكتبة متنقلة «أنشأها» المدرّس الكولومبي لويس سوريانو في منطقة لا غلوريا، وهو يجول في كولومبيا لتقديم الكتب إلى سكان القرى النائية منذ عام 1990 حين بدأ ب70 كتاباً والآن أصبحت أعدادها أكثر بكثير، وهو ينقلها بواسطة حمارين اسمهما «ألفا» و «بيتر». وهناك أيضاً «المكتبة الدبابة» التي تضم 900 كتاب، وهي على شكل دبابة حقيقية تجول في بوينس اريس عاصمة الأرجنتين، «صنعها» الناشط السياسي راول ليمسوف من خلال تعديل سيارة «فالكون» وتحويلها إلى شكل دبابة عسكرية وأطلق عليها Arma de Instruccion Masiva. وكانت الفكرة وراء هذه التسمية «شن هجوم» ثقافي على الشعب. ولأن الفضاء طالما كان موضوعاً يكتنفه الغموض، صمم المهندس الإيطالي إيتالو روتا مكتبة «ساندرو بينا الطائرة» على شكل صحن طائر عام 2004 في منطقة سان سيستو في إيطاليا. وتضم هذه المكتبة كتباً تدور مواضيعها حول قضايا السلام وحقوق الإنسان والحوار بين الأديان، وتضاء في الليل لتصبح مكاناً جاذباً، ليس للقراءة فحسب بل لرؤيتها كتحفة فنية. وبعيداً من الفن، هناك «المكتبات الميكانيكية» العملية التي يمكن استخدامها مثل ماكينات المشروبات الغازية، فعلى الراغبين في شراء كتاب أن يضعوا ثمنه في الماكينة وكتابة اسمه للحصول عليه من فتحة مخصصة لذلك. ويمكن إيجادها في محطات القطار والمترو والمراكز التجارية في بلدان كثيرة أبرزها الصين واليابان والولايات المتحدة.