تابع «حزب الله» حملته الاستباقية على القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية، وحض على لسان أحد نوابه على «معالجة الأمر قبل صدور القرار لأن ما بعد ذلك لا أحد يعلم إلى أين تتجه الأمور ولن يربحوا شيئاً بل ربما سيخسرون الكثير الكثير». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله أن «المشكلة الحالية في البلد هي أن هناك فريقاً يظن أنه إذا امتلك قراراً إتهامياً في جيبه، يكون وضع في يده ورقة قوة يستطيع من خلالها أن يضغط أو يبتز المقاومة»، محذراً من أن «هذا هو حالياً المطلب الأميركي الذي يريد تعطيل أي حل عربي للمعالجة». وقال فضل الله في مجلس عاشورائي أن «هذا القرار سيشكل في أيدي هؤلاء جمراً وهم سيكتوون به، لكن المقاومة لن تتأثر به لا في حضورها ولا قوتها ولا وجودها». وأكد أن «القرار سيؤثر في لبنان وفي الوضع والاستقرار وعلى علاقات القوى السياسية فيه، لأن من يؤيد مثل هذا القرار الاتهامي إنما هو يسير في ركب مشروع أميركي إسرائيلي يستهدف البلد»، مشدداً على أن «البلد محكوم بالتوافق والتفاهم وتسوية أزماته». وأوضح فضل الله أن «ما قام به حزب الله، وما سيقوم به من خطوات (يندرج) في إطار تبيان الحقيقة للرأي العام في لبنان وللرأي العام العربي والإسلامي، عبر تأكيد أن هذه المحكمة الدولية هي أداة سياسية أميركية - إسرائيلية، تستخدم من أجل تشويه صورة المقاومة وإحداث انقسامات سياسية وطائفية في لبنان»، لافتاً إلى أن «وثائق ويكيليكس نفسها هي التي فضحت بدورها هذا المخطط». وانتقد عضو الكتلة المذكورة نواف الموسوي «استمرار الفريق الآخر باعتماد خطاب سياسي وإعلامي يصرّ فيه على إغلاق كل نافذة للخروج من المأزق الراهن في البلد، وعلى سد أي طريق يهدف للحؤول دون وقوع المؤامرات الإسرائيلية - الأميركية على لبنان على رغم أن المعارضة دعمت المسعى السوري - السعودي وتجاوبت معه إيجاباً». وأكد الموسوي، في مجلس عاشورائي، أن «المقاومة لا تتآمر على أحد، بل كل ما تطلبه هو ألا يتآمر شركاؤها في الوطن عليها». وذكّر بأن «حزب الله» قدّم «الى شركائه في الوطن، طرقاً كثيرة يمكن سلوكها لتشكل خير مخرج من أجل إنقاذ البلد من المؤامرة الإسرائيلية - الأميركية ومن بين هذه الطرق بت قضية شهود الزور عبر إحالتها على المجلس العدلي باعتبار أن ذلك يشكّل مخرجاً للمأزق الحالي». ودعا إلى «الاتفاق على اعتماد فرضية تورط العدو الإسرائيلي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، واعتبار أن أي تحقيق يهمل هذه الفرضية، تحقيق من دون قيمة ولا صدقية». وشدد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين في مجلس عاشورائي على «أن من يظن أن في إمكانه أن يحاصر المقاومة بمحكمة دولية أو بقرار اتهامي، فإنه يتحدث عن أمر لا يشبه شيئاً من الحقيقة في بلدنا لبنان، بلد المقاومة»، معتبراً «أن هذا الحمق بدأ يتسرب إلى بعض اللبنانيين، ويعتقد أن في إمكانه أن يضغط على المقاومة»، مؤكداً «أن كل ذلك لن ينفعهم بشيء وأنهم سيخسرون». واعتبر أن المحكمة «تشبه المحاكم في القرون الوسطى بل أسوأ منها، وهي محكمة مسخرة ومهزلة». وتوقف عند «فضائح موقع ويكيليكس»، مشيراً إلى أنها «تؤكد أن أميركا تعيش حالاً من الترنح اليومي».