ينتظر عبدالرحمن العنزي، بت شكوى رسمية، تقدم بها للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، للتحقيق في وفاة زوجته وجنينها، متهماً مستشفى عام ب«الإهمال والتقصير الذي أدى إلى الوفاة» بحسب قوله، مشيراً إلى أنه رفع برقية لوزير الصحة بهذا الخصوص، مؤكداً أنه سيطرق كل باب ممكن، حتى تتم محاسبة المتسبب. ويروي العنزي بعبارات مؤلمة ل»الحياة» معاناته مع المستشفى، بعد أن تسبب سوء تقديرهم - بحسب قوله- لحالة الزوجة، في وفاتها وهي حامل، مضيفاً «قتلوا زوجتي وابني وقتلوني وأنا حي، وللأسف المتسبب يسرح ويمرح، ويمارس عمله دون أدنى عقوبة أو حتى كف يده عن العمل، في انتظار انتهاء القضية». وأوضح :«عانت زوجتي من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، وصلت إلى 40 درجة مئوية، راجعت إثرها المستشفى يوم الجمعة 14/11/1431ه ». ويسرد العنزي تفاصيل معاناته، فيقول: «راجعنا المستشفى، متمثلاً في قسم الطوارئ، وأعطيت الزوجة من قبل الطبيب المناوب، مضاد حيوي وحبوب «بنادريكس» مضاد للحمى، ومحلول يوضع من طريق الوريد، لخفض الحرارة، وخرجنا من المستشفى بحرارة منخفضة، غير أن الحرارة عاودت الارتفاع مرة أخرى، ولم تنفع معها الكمادات، لنعاود زيارة المستشفى يوم السبت، ويتكرر العلاج نفسه، والإجراءات نفسها، وكذلك الحال يوم الاثنين، بيد أنها ذهبت لمدرستها الواقعة في معرج السوبان (120 كم شرق حفر الباطن) لتوقيع الحضور، والاعتذار بعد رفض المستشفى إعطائها إجازة، بحكم أن الحالة لا تستدعي ذلك». مضيفاً «عندما رأت المديرة حالتها، أمرتها مشكورة بالخروج، والذهاب للبيت، وألا تعود إلا بعد شفائها». ويضيف «استغربت استمرار الحرارة بشكل متواصل، ما جعلني أصارح الطبيب بمخاوفي كون تلك الأعراض مشابهة تماماً لأعراض ال «H1N1»، لكن الطبيب نفى ذلك، مضيفاً أن الوباء قد أعلن عن انتهائه، وانها حرارة موسمية، من دون أن يتم الكشف أو التأكد»، مشيراً «استمر السيناريو يومي الثلثاء، والأربعاء، بنسخة كربونية، مع رجائي المتواصل بتنويمها، والكشف عليها، خصوصاً أنها تحمل جنيناً في أحشائها، بيد أن رجائي تبدد، برفض الأطباء طلبي، بحجة أن الحالة لا تستدعي ولا تستحق». وأضاف «عندما أتى يوم الخميس، أصررت على تنويمها، وأقسمت ألا أخرج إلا بعد الكشف عليها، وعمل التحاليل، وأمام إلحاحي المتواصل وتحذيري بالشكوى، رضخوا لطلبي، وبعد إدخالها، أتيت في وقت الزيارة، لأصطدم بكلام الطبيب المسؤول عن الحالة، وهو يقول: إن الحالة حرجة، ويوجد اشتباه بأنفلونزا الخنازير، وأنه يجب أن تذهب الآن للعناية المركزة، لوضعها تحت المتابعة وبمعزل عن البقية». يقول العنزي: «طلبت زوجتي رؤيتي قبل انتهاء موعد الزيارة، مفجوعة، فدخلت عليها أطمئنها، وتحدثت إليها الحديث الأخير، وكنت أرى الفزع في عينيها، وخوفها على جنينها، وحاولت التماسك وإشعارها بأن الوضع بسيط، ولا يستدعي هذا الهلع، واعداً بزيارتها في الغد، لكنها كانت المرة الأخيرة، التي أتحدث فيها مع زوجتي، لأن المستشفى أعطاها مخدراً كونها تشكي من ضيق في التنفس، بزعمهم، لكنها ظلت 22 يوماً فاقدة للوعي، ولم تفق حتى توفاها الله يوم الجمعة 13 /12/1431ه بعد أن تم إخباري قبيل وفاتها رسمياً بأسبوع عن وفاتها دماغياً». وعن مطالبه، قال عبدالرحمن: «لا أطلب حقاً لي، فكنوز الدنيا لن تعيد لي زوجتي الغالية وابني الذي حرمت منه، لكنني أريد أن يُقتص من قاتلهما، وألا يشرب غيري من ذات الكأس التي شربت منها». ويضيف أنه حضر لقاء القيادات الصحية السنوي مع المستفيدين يوم الثلثاء الماضي، وتداخل مطالباً بمحاسبة المسؤولين، عارضاً مأساته، بيد أنه - حسب قوله - لم يجد التفاعل المنتظر من القيادات الصحية، لكنه تقدم بشكوى للشؤون الصحية، مضيفاً «أخشى ما أخشاه أن يكتفى بعقوبة حسم أو تنبيه على المتسبب، وكأن الجريمة ليست إزهاق روحين لا ذنب لهما».