دعا الرئيس حسن روحاني إلى تأمين ظروف «نزيهة وشفافة وتنافسية» خلال انتخابات الرئاسة المرتقبة في إيران الشهر المقبل، محذراً من أن «قلب الحقائق» يشكّل «نهاية للديموقراطية». ورأى خلال لقائه مسؤولين حكوميين أن «مصير إيران يتحدّد عبر صناديق الاقتراع والمشاركة الجماهيرية»، مضيفاً: «يجب أن نقول الحقائق للشعب، لكي يختار المواطنون في شكل صحيح، في ظروف تنافس سليم وشفاف ونزيه». واعتبر أن الانتخابات «مفتاح الجمهورية والسيادة الشعبية»، وزاد: «على كل السلطات أن تتضامن من أجل وجود شعبي واسع (خلال الاقتراع)، إضافة إلى الأخلاق والصدق في الانتخابات». ونبّه روحاني إلى أن «قلب الحقائق وقطع أمل الشعب حيال صناديق الاقتراع، يشكّلان نهاية للديموقراطية»، في إشارة إلى انتقادات يوجهها الأصوليون لبرامج الحكومة وأدائها الاقتصادي. ودافع عن سياسته الاقتصادية، معتبراً أنها أدت إلى «خفض نسبة التضخم وارتفاع الفائض التجاري والخروج من الركود الاقتصادي وتعزيز فرص العمل واستقطاب رؤوس أموال أجنبية وتحديث صناعات الشحن والنقلين الجوي والبري، إضافة إلى إعادة تأهيل 24 ألف مؤسسة صناعية في البلاد». وأشاد روحاني ب «إنجازات» حققها الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، لافتاً إلى أن برنامج «الاقتصاد المقاوم» الذي انتهجته الحكومة، استناداً إلى توصيات المرشد علي خامنئي، أدى إلى «بلوغ إيران اكتفاءً ذاتياً في إنتاج القمح وتأمين حاجتها من الأغذية والارتقاء بمستوى صادرات النفط والغاز». ويشعر المواطن الإيراني بأهمية الاتفاق النووي، لكنه يريد أيضاً معالجة مشكلاته الاقتصادية، بينها البطالة والتضخم والركود الاقتصادي. وتفيد استطلاعات رأي بأن 60 في المئة من سكان طهران سيشاركون في الانتخابات، لكن 27 في المئة منهم فقط سيصوّتون لروحاني، ما يشير إلى صعوبة إقناع المواطنين بإعادة انتخاب روحاني، خصوصاً أنه يتلقّى انتقادات مركّزة من أصوليين متشددين، ينال جزء منها تأييداً من إصلاحيين معتدلين. وبدأت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية أمس مناظرات بين خبراء ومتخصصين، مؤيدين للحكومة ومعارضين لها، لتقويم أدائها وبرامجها، في وقت يقترب التيار الأصولي من اختيار مرشحيه لخوض الانتخابات، بعدما اختلفت التكهنات في شأن ترشّح سادن الروضة الرضوية في مدينة مشهد إبراهيم رئيسي. ودعت 60 من مكاتب «الاتحاد الإسلامي لطلاب إيران» رئيسي إلى خوض المعركة المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل، إذ اعتبرت أن «الظروف الحالية تحتاج إلى رجل مؤمن ثوري وملتزم ومسؤول لإدارة البلاد». وكان المسؤول في «الجبهة الشعبية للثورة الإسلامية» الأصولية رضا روستا ازاد أعلن أن الجبهة ستعقد بعد غد اجتماعاً، هو الثاني، من أجل اختيار 5 مرشحين يستطيعون خوض الانتخابات، فيما أعلن مكتب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد أن الأخير سيعقد مؤتمراً صحافياً خلال أيام، لتوضيح موقفه من الانتخابات. إلى ذلك (رويترز)، أطلقت طهران الأميركي من أصل إيراني روبن رضا شاهيني، بكفالة قيمتها نحو 60 ألف دولار، بعد احتجازه منذ الصيف الماضي، والحكم بسجنه 18 سنة، إثر إدانته بتهديد الأمن القومي.