تفقّد الرئيس الإيراني حسن روحاني امس مراكز خدماتية في محافظة خوزستان التي تقطنها غالبية عربية، وعانت نقصاً في الخدمات ومن انقطاع في الماء والكهرباء خلال الأسبوعين الماضيين، تزامناً مع عواصف رملية ضربت مدن المحافظة. وتجمّع عشرات من الأهوازيين أمام مبنى المحافظة، مطالبين بوقف نقل ماء إلى مناطق خارج المحافظة، وتشييد سدود أدت إلى جفاف مناطقهم الزراعية. كما حضّوا على متابعة ظاهرة الجفاف وقطع الكهرباء والماء، مطالبين بدرس أسباب ظاهرة هبوب عواصف غبار، اثر تجفيف الأهواز لأغراض صناعية ونفطية. وقال روحاني انه اصطحب معه الوزراء المعنيين لإنهاء معاناة سكان المحافظة، خصوصاً تلك المرتبطة بمعالجة الغبار الذي يضرب مدن المحافظة بسبب الجفاف. وأضاف لدى تفقده بؤراً للغبار والعواصف الترابية: «منذ الأيام الأولى لمواجهة محافظة خوزستان أزمة الغبار وقطع الماء والكهرباء والاتصالات، خططت الحكومة لتسوية هذه المشكلات وتجنّب تكرارها. كان لازماً ان أحضر في المحافظة وأتابع الإجراءات المُتخذة». وتابع: «نُعلن لأهالي الأهواز أننا لا نشهد قطع الماء وهناك جهود لتسوية أزمة الكهرباء. الحكومة تقف إلى جانب أبناء محافظة خوزستان، ولن تنسى أبداً معاناة الشعب ومشكلاته». ورعى روحاني مراسم تشغيل مولدات كهربائية طارئة في مصانع معالجة الماء، للحدّ من قطع الشبكة في حال انقطاع الكهرباء، كما حدث أخيراً، ما أدى إلى قطع الاتصالات وإغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية. على صعيد آخر، عقد التيار الأصولي امس مؤتمراً شعبياً موسعاً حضرته 3 آلاف شخصية من مختلف المناطق الإيرانية، بغياب الجناح الذي يتزعمه رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، لإطلاق «الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية» ومناقشة نظامها الداخلي لخوض انتخابات الرئاسة المرتقبة في 19 أيار (مايو) المقبل. ووضعت الجبهة معايير أمام المرشحين للانتخابات، تتعلّق بالأداء وبالتزام مبادئ الدستور والتقيّد ببرنامج الجبهة، إذ تقدّم 30 مشاركاً للترشح، على أن يُنتخب 10 منهم، ثم تُختصر اللائحة إلى 3 أسماء. وبين المرشحين مهرداد بذرباش، نائب رئيس البرلمان سابقاً، وسعيد جليلي، وهو مرشح سابق للرئاسة، وحميد رضا حاجي بابائي وزير التربية في حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، وعزت الله ضرغامي الرئيس السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وإبراهيم رئيسي سادن الروضة الرضوية في مدينة مشهد، والنائب السابق علي رضا زاكاني، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. وترى مصادر أن التيار الأصولي لم ينجح في إعادة صوع هيكليته، بعد نكسة مُني به في الانتخابات النيابية التي نُظمت العام الماضي، وفي انتخابات الرئاسة التي نُظمت عام 2013، خصوصاً أن شريحة ضخمة من هذا التيار، موالية للاريجاني، لم تشارك في الجبهة، علماً أنها تضمّ مثقفي التيار وتكنوقراطيّيه. ويلفت المنظّر الأصولي أمير محبيان إلى أن تشكيل الجبهة يشكّل بدء معركة داخل التيار الأصولي، إذ يسعى الجناح التقليدي إلى دعم إنجازاته السابقة، فيما يحاول الجناح المتطرف من جماعة نجاد التأثير في القيادة التقليدية، للنأي عن الجناح المعتدل الذي يقوده لاريجاني. تزامن ذلك مع تحذير رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي مواطنيه من «تغلغل الترامبية» في السياسة الداخلية للبلاد، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وشدد على ضرورة حماية التقارب في البلاد، منبهاً إلى أن قوى أجنبية تنتظر لترى «انقساماً» في إيران، «من خلال إشاعة شعور بالخيبة وانعدام الأمن وبالفساد والظلم»، لكي تتمكّن من التشكيك في أفكارها الثورية. إلى ذلك، اعتقلت السلطات الإيرانية احمد منتظري، نجل المرجع المنشق الراحل حسين علي منتظري، وسجنته لتنفيذ حكم قضائي صدر العام الماضي بسجنه 6 سنوات، بعد نشره تسجيلاً صوتياً لوالده عارض فيه إعدام سجناء مؤيدين ل «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم مناهض للنظام في المنقى.