شدد مسؤول جزائري بارز أمام ضباط أجانب من حلف شمال الأطلسي (ناتو) على أن ليبيا وتشاد والمغرب لم تتقدم بطلب رسمي للانضمام إلى القيادة العسكرية المشتركة لدول الساحل ومقرها تمنراست (2000 كلم جنوبالجزائر)، ثم ألمح إلى المغرب تحديداً وعدم صلته جغرافياً بالساحل الأفريقي، قائلاً: «كيف تريدون إضافة بلدان ليس لها علاقة جغرافية بالساحل (إلى القيادة العسكرية)». وشرح داني بن شاعة، مسؤول قسم الشؤون الأمنية لدى وزارة الخارجية الجزائرية، لضباط أجانب زاروا مقر مجلس الأمة لحضور ندوة حول «النظام المؤسساتي في الجزائر»، وجهة النظر الرسمية الجزائرية إزاء ملفات عدة تثير جدلاً دولياً في الفترة الحالية. ورد المسؤول على أسئلة تتصل بدور الجزائر في قضايا مكافحة الإرهاب في الساحل والملف النووي الإيراني وعلاقات الجزائر بروسيا وتركيا والاتحاد الأوروبي، ثم تحدث عن الاتحاد من أجل المتوسط والحوار المتوسطي الذي تشارك فيه الجزائر مع حلف شمال الأطلسي. وقدم بن شاعة رؤية الجزائر إزاء إمكان توسيع القيادة العسكرية في تمنراست لتشمل ليبيا وتشاد والمغرب، إضافة إلى الأعضاء الحاليين (الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر). وقال المسؤول الجزائري لضابط إيطالي سأله عن رفض إشراك هذه الدول الثلاث في القيادة: «قيادة تمنراست مشروع لم ينطلق من هناك، وهو تشكّل بداية من ست دول من الساحل الأفريقي. وهذه المجموعة لم تتلق طلبات انضمام من بلدان أخرى، وهي (قيادة تمنراست) لم تناقش بتاتاً فكرة التوسع». ومعلوم أن رؤساء هيئات أركان وقادة جيوش سبع دول في منطقة الساحل، وهي الجزائر ومالي والنيجر وتشاد وموريتانيا وليبيا وبوركينا فاسو، عقدوا في 13 نيسان (أبريل) الماضي اجتماعاً في الجزائر مهّد لإنشاء «قيادة تمنراست» التي انحصرت في أربع دول. وقال المسؤول الجزائري بن شاعة ملمحاً إلى المغرب: «هذه المجموعة (قيادة تمنراست) مشكّلة من البلدان المتاخمة للساحل الصحراوي... كيف تريدون إضافة بلدان ليس لها علاقات جغرافية بالمنطقة؟». وكان الوزير الجزائري المنتدب المكلف الشؤون الأفريقية والمغاربية عبدالقادر مساهل قال في اجتماع تأسيس ندوة الساحل في آذار (مارس) الماضي إن «المغرب لا علاقة له جغرافياً بمنطقة الساحل» كي تتم دعوته للمشاركة في الندوة. واستعرض داني بن شاعة أمام ضباط «الناتو» فكرة تؤمن بها الجزائر وتتعلق بعدم وجود صلات بين مسلحي «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في الساحل الافريقي وتنظيم «القاعدة» في أفغانستان - باكستان، كما نفى وجود رابط بينهم وبين مسلحين إسلاميين في الصومال (حركة الشباب المجاهدين). لكنه شدد على وجود رابط بين مسلّحي الساحل وشبكات إجرامية «اختارت صحراء مالي بالأساس لممارسة خطف الغربيين ومنع الحكومات من بسط يدها، مع استعمال أموال الفديات في تمويل الإرهاب». وأعلن قبول قيادة تمنراست مساعدات لوجيستية وتقنية يمكن أن يقدّمها حلف «الناتو» لدول الساحل الأفريقي. ووضع بن شاعة مشاركة الجزائر في الحوار المتوسطي مع حلف شمال الأطلسي ضمن «الخيارات الاستراتيجية» لبلاده، قائلاً: «نؤمن من البداية بأن جنوب المتوسط بإمكانه لعب دور في حماية أمن أوروبا وأمن شمال أفريقيا معاً». ودافع عن «البرنامج السلمي النووي الإيراني إن كان مخصصاً للاستخدام السلمي التكنولوجي»، موضحاً أن «الجزائر ضد أي نشر للأسلحة النووية» وأنها ترفض «الكيل بمكيالين». وأشار إلى البرنامج النووي الإسرائيلي الذي «لا أحد يتحدث عنه».