أعلنت الاستخبارات العسكرية أمس، عن قتل أياد الجميلي، الملقب ب «أبو يحيى»، قائلة إنه الرجل الثاني في تنظيم «داعش» بعد أبو بكر البغدادي، وهو أيضاً «وزير حرب» التنظيم. ونقل التلفزيون العراقي الرسمي عن بيان للاستخبارات أن الجميلي قُتل ومعه عدد من قادة التنظيم في غارة نفذها سلاح الجو العراقي في منطقة القائم القريبة من الحدود مع سورية، من دون تحديد تاريخ الغارة. وجدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هجومه على منتقدي الحشد الشعبي ودوره في تحرير الموصل وقال: «لدينا المزيد من المتطوعين لقتال داعش، والعدد لا يسع لانضمامهم، والبعض يطلب مني عدم زيادة راتب المتطوعين من الحشد الشعبي كي لا تكون تجارة»، لافتاً إلى أنه «من ينتقص من حشدنا ستقطع يده». وأفاد البيان بإن «طائرات القوة الجوية، وبناء على معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية، وجّهت ضربة دقيقة إلى مقر قادة داعش من العسكريين في القائم، وقتلت الرجل الثاني في التنظيم بعد البغدادي، إياد حامد الجميلي، الملقب أبو يحيى، وزير الحرب لعصابات داعش». وأضاف البيان أن الغارة أدت أيضاً إلى «مقتل تركي جمال الدليمي، الملقب أبو هاجر المسؤول العسكري لقضاء القائم، وسالم مظفر العجمي، الملقب أبو خطاب، المسؤول الإداري لداعش في قضاء القائم». إلى ذلك، قال ضابط عراقي كبير في الموصل ل «الحياة» إن الحملة العسكرية لاستعادة الجانب الغربي من المدينة تواجه فتوراً وتسير ببطء وحذر شديدين بعد ورود تقارير استخباراتية تؤكد أن التنظيم بات يستخدم السكان دروعاً بشرية على نحو واسع كرد فعل على انهيار دفاعاته العسكرية. وأضاف أن التنظيم يسعى إلى «صنع مكامن للجيش لاستهداف مقرات مموّهة على أنها تابعة للتنظيم في حين يوجد بداخلها سكان مدنيون». وأوضح أن القوات الحكومية تفرض حصاراً مطبقاً على مسلحي «داعش» وسط أحياء مأهولة بالسكان، وهو ما يثير خشية القيادات العسكرية من التقدم وسقوط مدنيين، خصوصاً بعد الغارة الجوية الخاطئة التي نفذها التحالف الدولي أخيراً وأدت إلى مقتل مئات المدنيين. وأعلن المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن «داعش» جنّد 300 طفل قسراً غرب الموصل، موضحاً في تقرير أن «فرقاً جوالة من خمسة إلى سبعة عناصر تابعة للتنظيم تتجول بين أحياء المناطق السكنية للبحث عن أطفال كانوا حصلوا على دروس شرعية مع التنظيم في وقت سابق». وأضاف أن «داعش احتجز 17 طفلاً في حي الصحة قبل يومين، وأبلغ ذويهم بأن هؤلاء جند الخلافة، وعليهم واجبات يجب أن يؤدوها عبر التواجد مع المقاتلين لمساعدتهم في حمل السلاح أو تجهيز العتاد لهم». وذكر المرصد أن «10 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وضعوا في مناطق قريبة من خط التماس ليتعرضوا لإطلاق النار أو ربما يتم تفخيخهم»، لافتاً إلى أن «ذوي الأطفال الذين احتجزهم التنظيم قسراً منذ بدء انطلاق الحملة العسكرية لا يعرفون شيئاً عنهم ولا يستطيعون مطالبة التنظيم بهم». ميدانياً، تحاول وحدات خاصة من قوات مكافحة الإرهاب، المدربة على حرب الشوارع، التقدم بحذر عبر سلسلة أحياء مترابطة في الجانب الغربي من المدينة، محاولة الوصول إلى البلدة القديمة التي تحاصرها قوات الشرطة الاتحادية من الجنوب. وقالت مصادر عسكرية ل «الحياة» إن الجيش يحاول استعادة 20 منطقة ما زالت تحت سيطرة «داعش»، وأن الثقل الحقيقي للتنظيم يتركز في أربعة أحياء هي: الموصل القديمة والزنجيلي والشار والثورة، مشيرين إلى أن هزيمة «داعش» في هذه المناطق تعني انهياره بالكامل. وأضافت المصادر أن الجيش نجح في استعادة أحياء رجم الحديد والنهروان واليرموك، ويشق طريقه نحو مناطق المطاحن، الآبار، العروبة، وهي أحياء غير مأهولة.