يعتقد مسؤولون أميركيون وعراقيون بأن زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي كلف أتباعه «المخلصين» مواصلة المعركة في الموصل، وهو «هارب يختبئ الآن في الصحراء»، في محاولة للبقاء على قيد الحياة. وفيما واصل الجيش العراقي عملياته في غرب الموصل، معلناً تحرير المزيد من الأحياء، استغل رئيس الوزراء حيدر العبادي وجوده في «ملتقى الجامعة الأميركية» في السليمانية لتوجيه رسائل مختلفة أمنياً وسياسياً، وتأكيد نيته الاستمرار في ضرب «داعش» خارج الحدود، خصوصاً في سورية التي «حصل على موافقتها». ويصعب التأكد من مخبأ البغدادي الذي نصب نفسه «خليفة» على المسلمين من على منبر المسجد الكبير في الموصل، بعدما اجتاح مسلحوه شمال العراق عام 2014. غير أن مصادر في الاستخبارات الأميركية والعراقية تقول إن عدم صدور أي بيان لقيادة «داعش» وفقدان سيطرته على مناطق في الموصل مؤشران إلى أنه غادر المدينة التي تعد أكبر مركز سكاني خاضع لسيطرته. وتضيف المصادر أن البغدادي «هدف مراوغ، نادراً ما يستخدم وسيلة اتصال تمكن مراقبتها، ويتنقل باستمرار، وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة خلال اليوم الواحد». وتعتقد، من خلال الجهود المبذولة لاقتفاء أثره، أنه يختبئ بين مدنيين متعاطفين معه في قرى صحراوية، وليس بين العناصر المسلحة في ثكناتهم أو في المناطق التي يدور فيها القتال. إلى ذلك، قال العبادي: «لا يجوز أن تكون لنا قوة أمنية تابعة لهذا الحزب أو هذا المذهب أو القومية»، مضيفاً أن العراق في «حاجة إلى جيش موحد»، مجدداً تأكيده «الاستمرار في ضرب داعش خارج الحدود بالتنسيق مع الحكومة السورية». واتهم شركاءه في الحكومة، من دون أن يسميهم، بمحاولة عرقلة عملها، وجدد انتقاده سحب الثقة من وزيري الدفاع والمال في «الظروف التي يمر بها العراق». وقال إن «الخلافات السياسية والمذهبية والإثنية تحولت إلى إعاقة. إن انتصارنا في الحرب لن يتحقق إلا بوحدتنا، واليوم للمرة الأولى تقاتل القوات جنباً إلى جنب مع البيشمركة». وتابع: «في حال وجد المواطن مساعي القوى السياسية لمصالحها ومكاسبها فقط سيذهب إلى خيارات أخرى غير الديموقراطية ونحن لا نريد العودة إلى الديكتاتورية». وتناول ملف المناطق المتنازع عليها بين العرب والتركمان من جهة، والأكراد من جهة أخرى، موضحاً أن «الحكومة تعمل على تحويلها إلى متفق عليها وأن يحكمها أهلها». وقلل من مخاوف بعض مكونات الموصل من المشاركة الواسعة في تحرير المحافظة بسبب تنوع القوات، من «حشد شعبي» شيعي ومسيحي و «بيشمركة»، إلى جانب قوات الجيش والأمن الاتحادية. وقال: «تسبب التنظيم الإرهابي داعش بخسارة العراق أكثر من 35 بليون دولار جراء تدميره البنى التحتية، فضلاً عن الأضرار الجسدية والنفسية». وواصلت القوات العراقية توغلها في أحياء الموصل الغربية، ونقلت تقارير محلية عن مصدر في الجيش قوله إن ما تحرر حتى السابع من آذار (مارس) 48 وحدة إدارية. وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله في بيان، إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت اليوم (أمس) حيي المنصور والشهداء في الجانب الأيمن، ورفعت العلم الوطني فوق مباني الحيين»، وأضاف أن «الاستخبارات العسكرية تمكنت من قتل الإرهابي أحمد عبيد المعماري الملقب أبو عمر، وهو القائد العسكري لعمليات داعش في الجانب الأيمن ومسؤول الإعدامات، وذلك خلال الاشتباكات في منطقة الدواسة، كما قتل الإرهابي أحمد علي محمود الحديدي الملقب أبو فاطمة الكاصومي، وهو مسؤول كتيبة الانغماسيين، في قصف جوي بالمنطقة».