قال مسؤولون عسكريون عراقيون أمس، إن الجيش توغل في مزيد من الأحياء في الموصل، لكن التقدم في جنوب شرقي المدينة تباطأ بسبب استخدام «داعش» المدنيين دروعاً بشرية ولجوئه إلى المساجد والمدارس. وأعلنت الأممالمتحدة أن المدنيين المصابين توافدوا على المستشفيات القريبة في الأسبوعين الماضيين مع زيادة حدة القتال في آخر معقل رئيسي للتنظيم في العراق. وأعلن قائد الحملة العسكرية لاستعادة الموصل أن الجيش سيطر على أحياء أخرى شرق المدينة، وتقدم من اتجاهات عدة نحو مركزها، فيما أكد «الإعلام الحربي» قتل عدد من قادة «داعش»، بينهم مساعد زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وكان قادة في الجيش رجحوا السيطرة على الجانب الأيسر «بالكامل» خلال أيام، بعد وصول القوات إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة، وسط أنباء عن حصول «انهيارات» في دفاعات «داعش» وتراجع في «الهجمات الانتحارية». وقال قائد قوات جهاز «مكافحة الإرهاب» الفريق الركن عبدالغني الأسدي أن «القطعات بدأت اقتحام حي الحدباء من الجهة الشمالية الشرقية، ونقترب من تطويق جامعة الموصل التي تشغل مساحة واسعة من الجانب الأيسر، وما هي إلا أيام قليلة حتى يتم تحرير هذا الجانب بالكامل». وأفاد مصدر عسكري بأن القوات «واصلت تقدمها من ثلاثة محاور، وخاضت اليوم (أمس)، معارك شرسة في حي الحدباء الذي تمكنت الفرقة 16 من تحريره، فضلاً عن حي السكر، كما وقعت اشتباكات ضارية أحياء المالية والضباط، من الجهة الجنوبية المطلة على ضفاف دجلة، وحي الوحدة»، مشيراً إلى أن «القوات تسعى لتحرير ما تبقى من الأحياء على امتداد النهر، منها الفيصلية والجزائر والدركزلي، باتجاه النبي يونس وكراج الشمال في وسط المدينة». إلى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» جيف ديفيس، خلال مؤتمر صحافي، إن «تناقص أعداد العربات المفخخة أحد المؤشرات الكثيرة إلى الصعوبات المتزايدة التي يواجهها الإرهابيون، وقد دمرت طائرات التحالف الدولي 134 شاحنة مفخخة منذ بدء الحملة لتحرير الموصل»، مشيراً إلى أن «الإرهابيين يستخدمون وسائل بدائية للإستعاضة عن الجسور التي دمرها التحالف في اجتياز نهر دجلة». وأظهرت لقطات تلفزيونية أمس، تسلم وزارة الداخلية الدفعة الأولى من مدرعات أميركية «متطورة للغاية» مخصصة لحرب الشوارع في إطار صفقة من 60 عربة «تضم برجاً ذاتي الحركة، وكاميرات ليلية وحرارية، ومدفعاً رشاشاً عيار 12.7 ملم»، وأكدت المصادر أن «المدرعات ستشترك في المعركة». وذكرت «خلية الإعلام الحربي» في بيان أمس أن «التنظيم أقدم على تفجير الجسرين الخامس والحديد من جهة الساحل الأيمن لمنع وإعاقة تقدم قواتنا، بعد الانتصارات المتتالية التي تحققت في الساحل الأيسر». وأكدت الخلية «قتل 267 من إرهابيي داعش خلال معارك وعمليات قصف جوي يوم الاثنين، بينهم خبراء متفجرات أجانب، فضلاً عن توجيه ضربة جوية إلى موقع ما يسمى بالقوة الضاربة للتنظيم في حي الحدباء، أسفرت عن عدد من أبرز قادته، منهم مسؤول جيش الخلافة في الموصل المدعو أحمد مزعل العجمي الملقب أبو سعيد الأنصاري، وهو سعودي الجنسية، والمسؤول العسكري للقوة الضاربة حازم محمد العكيدي الملقب أبو سنان، ومحمود إسماعيل عبدالله الخاتوني الملقب أبو ليث الخاتوني، مسؤول الانتحاريين العرب، كما تأكد هلاك القيادي الداعشي في هذا السياق، ذكرت مديرية الاستخبارات العسكرية في بيان أن «قياديين في التنظيم قتلا بضربة جوية في منطقة الإصلاح الزراعي، بينهم معاون أبو بكر البغدادي المدعو عبدالواحد خضير ساير الجوعان، أبو لؤي». وشدد معهد دراسات الحرب الأميركي في تقرير على أن «حسم المعركة لمصلحة الجيش في الجانب الأيسر للموصل لا يعني أنه سيتجه سريعاً لخوض معركة الساحل الأيمن»، مشيراً إلى أن المستشارين العسكريين الأميركيين ينوون المساعدة في إعادة بناء الأجزاء المدمرة من الجسور لدفع القوات إلى التقدم، وهذا يتطلب بعض الوقت من أجل التعبئة، ومن المتوقع أن يبدي التنظيم مقاومة شديدة في الجانب الأيمن. من جهة أخرى، أكد القيادي في قوات «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس أمس «قرب إطلاق المرحلة السادسة من عمليات تحرير غرب الموصل»، بعد أسابيع على توقفها عند تخوم قضاء تلعفر.