أيد المبعوث الخاص للكرملين إلى أفغانستان زامير كابولوف دعوة حركة «طالبان» الأفغانية إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان من دون قيد أو شرط. وقال إن دعوة «طالبان» في هذا الشأن عادلة ومحقة وأنه لا يوجد أي من دول الجوار الأفغاني يؤيد فكرة بقاء قوات أجنبية في أفغانستان. تزامن ذلك مع أنباء عن تقارب واتصالات بين الحكومة الروسية وحركة «طالبان»، إذ أشار وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى قلق بلاده من تنامي العلاقات بين موسكو والحركة . كما اتهم قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل موسكو بأنها تدعم «طالبان»، وقال فوتيل في استجواب أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الاميركي إنه «من العدل الافتراض بان موسكو تقدم نوعاً من الدعم لطالبان من قبيل السلاح والأمور الأخرى، وأعتقد أن روسيا تحاول التأثير على الأحداث وأن تكون لاعباً أساسياً في المنطقة»، فيما أعرب الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأميركية في أفغانستان عن قلقه من تنامي الاتصالات بين موسكو والحركة. في المقابل، نفت الخارجية الروسية الأنباء عن دعم «طالبان» بالسلاح ودافعت عن الاتصالات التي تجريها مع الحركة بالقول إنها تتعلق بمسألة الحفاظ على أمن المواطنين الروس العاملين في الأراضي الأفغانية. وكانت الحكومة الروسية دعت وفدا من «طالبان» لحضور مؤتمر للسلام تعقده الخارجية الروسية في موسكو، ويضم المؤتمر كلاً من الصين وباكستان ودول وسط آسيا وإيران والهند، واعتذرت الولاياتالمتحدة عن الحضور رغم توجيه دعوة رسمية لها، كما انتقدت الحكومة الأفغانية دعوة حركة طالبان للمؤتمر قبل موافقة الحركة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والحوار مع الحكومة الأفغانية.وكانت روسياوالصين وباكستان عقدت مؤتمراً ثلاثياً قبل أكثر من شهر في موسكو للبحث في سبل تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، ودعت الدول الثلاث إلى إشراك دول الجوار الأفغاني وحكومة كابول و«طالبان» في جلسات الحوار التي تستضيفها الحكومة الروسية. وتخشى موسكو من تنامي تنظيم «داعش» في أفغانستان وامتداده إلى دول وسط آسيا التي تعتبر الحديقة الخلفية لروسيا، فيما تخشى بكين من عودة المسلحين الإيغور الذين كانوا يقاتلون مع «داعش» في العراق وسورية إلى أفغانستان وبدء عمليات في المناطق الغربية من الصين في إقليم تركستان الشرقية المعروف باسم شينغيانغ.