تراجعت أسعار النفط أمس بعد يومين من الارتفاعات في الوقت الذي قيدت فيه تخمة المخزونات الأميركية إثر تعطل إمدادات في ليبيا وانخفاض إنتاج بقية مصدري «أوبك». وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» 30 سنتاً إلى 52.12 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 10 سنتات إلى 49.41 دولار للبرميل. وزاد العقدان أكثر من دولار للبرميل أول من أمس ليبلغا أعلى مستوياتهما في أسبوعين بعد نزولهما إلى أدنى مستويات في أربعة أشهر. وقال وسطاء إن العقود الآجلة تبدو في بحث عن نطاق تداول جديد. وهبط إنتاج ليبيا من النفط ما يزيد على 250 ألف برميل يومياً هذا الأسبوع في الوقت الذي توقف فيه إنتاج حقلي الشرارة والوفاء الواقعين في غرب البلاد بسبب احتجاجات مسلحة. وتزامن انخفاض إنتاج النفط الليبي مع محاولات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تقليص الإمدادات لدعم الأسعار. وأظهر مسح أجرته وكالة «رويترز» أن إنتاج أوبك من النفط هبط للشهر الثالث على التوالي في آذار (مارس) في الوقت الذي يهدف فيه أعضاء المنظمة إلى تقليص الإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام في إطار اتفاق جرى توقيعه في تشرين الثاني (نوفمبر). وأظهر استطلاع «رويترز» أن التزام أعضاء أوبك يبلغ حالياً 95 في المئة من تعهداتهم بموجب الاتفاق. لكن «أوبك» تواجه صعوبة في تضييق الفجوة بين العرض والطلب في سوق النفط لأن المخزونات في أجزاء كثيرة من العالم عند مستويات قياسية أو بالقرب منها. وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أول من أمس بأن مخزونات الخام الأميركية زادت 867 ألف برميل يوميا إلى ما يقرب من 534 مليون برميل الأسبوع الماضي. وأعلنت «بتروتشاينا» أنها ستدرس المشاركة في الطرح العام الأولي لشركة «أرامكو السعودية» بناء على ظروف السوق لتصبح ثاني شركة نفط صينية كبرى تبحث الاستثمار في شركة النفط الوطنية العملاقة هذا الأسبوع. وقال المدير نائب رئيس مجلس الإدارة وانغ دونغ جين خلال إفادة صحافية عقب الإعلان عن نتائج أكبر منتج للنفط والغاز في الصين لعام 2016: «عرضت أرامكو السعودية هذه الخطة على بتروتشاينا» «أعتقد أننا سنجري تقييمنا ودراستنا بناء على الوضع في السوق». وكانت «سينوبك» أعلنت الإثنين أن رئيس «أرامكو» زار الشركة وأن الجانبين سيجريان محادثات بخصوص الطرح العام الأولي المتوقع أن يكون أكبر عملية لبيع الأسهم في العالم. وقال وانغ إن «بتروتشاينا» تجري أيضاً محادثات مع «أرامكو» بخصوص محطتها للبتروكيماويات في إقليم يونان وإمكان تزويد حقول النفط السعودية بتقنياتها الخاصة بالاستخراج المعزز للنفط. وأضاف: «نجري أيضا مناقشات بخصوص المشروع المشترك يونان للبتروكيماويات. ونحرز تقدماً سريعاً جداً». وكانت مصادر قالت ل «رويترز» في 2015 إن «أرامكو» تتطلع لاستثمار ما بين بليون و1.5 بليون دولار في مصفاتها الجديدة بجنوب غرب الصين. وتتوقع الشركة أن تدور أسعار النفط بين 50 و58 دولاراً للبرميل هذا العام لتتعافى من أدنى مستوياتها في سنوات التي سجلتها في أوائل 2016. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير النفط عصام المرزوق قوله إن بلاده ودولاً أخرى تؤيد تمديد اتفاق خفض الإنتاج المبرم بين «أوبك» والدول غير الأعضاء. ونسبت الوكالة الرسمية إلى الوزير قوله: «هناك دول تدعم تمديد اتفاق خفض الإنتاج ومنها دولة الكويت، وهناك بعض الدول لا بد من استشارتها». وأضاف أنه ينسق حاليا مع جميع الدول للتوصل إلى إجماع بحلول الاجتماع الوزاري المقبل. وتعقد «أوبك» اجتماعها التالي يوم 25 أيار (مايو) في فيينا. وقال المرزوق إن الكويت وسلطنة عمان ستوقعان عقد الشراكة في مصفاة الدقم بالسلطنة في 10 نيسان (أبريل). والمصفاة جزء من منطقة صناعية واسعة هي أكبر مشروع اقتصادي في السلطنة ويهدف لتنويع مواردها الاقتصادية بدلاً من الاعتماد على النفط. وتبلغ طاقة المصفاة 230 ألف برميل يوميا وتعتمد على مزيج من خامي عمانوالكويت بالتساوي. وتوقع الوزير في تصريحات لصحافيين بدء تشغيل مصفاة نفط تشيدها الكويت في فيتنام بالتعاون مع شركة التكرير اليابانية «إيدميتسو كوسان» في أيار (مايو). وستكون مصفاة نجي سون البالغة طاقتها 200 ألف برميل يومياً ثاني مصفاة في فيتنام. من ناحية أخرى قال المرزوق إن تعويض أقل من نصف إنتاج مصفاة الشعيبة الكويتية من البنزين سيجري من خلال الاستيراد والباقي من إنتاج مصفاتي الأحمدي وميناء عبد الله. يأتي ذلك بعد قرار وقف مصفاة الشعيبة بشكل نهائي بدءاً من اليوم الجمعة. وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية غازي المطيري الإيقاف النهائي لمصفاة الشعيبة بعد أن أثبتت كل الدراسات «صعوبة تطوير المصفاة وعدم جدواه اقتصادياً».