هبطت أسعار النفط أكثر من ستة في المئة أمس، بعدما صوت البريطانيون لمصلحة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي في استفتاء تاريخي أثار حالاً من الغموض الشديد في السوق وعرقل الجهود الأوروبية الرامية إلى تعزيز الوحدة. واضطربت أسواق المال لأشهر بسبب المخاوف من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتأثير ذلك على استقرار أوروبا، لكن من الواضح أنها لم تكن تأخذ في الحسبان خطر التصويت لمصلحة الخروج. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 2.70 دولار إلى 48.21 دولار للبرميل بينما نزل الخام الأميركي 2.65 دولار إلى 47.46 دولار للبرميل. وفي وقت سابق، هبط الخامان أكثر من ثلاثة دولارات أو ما يربو على ستة في المئة في العقود الآجلة ليسجلا أكبر خسائرهما اليومية منذ 18 نيسان (أبريل) حين فشل اجتماع لكبار منتجي النفط في التوصل لاتفاق على تثبيت الإنتاج. وقال النائب الأول لوزير الطاقة الروسي أليكسي تيكسلر أن وزارة الطاقة في بلاده تتوقع زيادة تقلبات أسعار النفط في الأمد القريب بعد تصويت البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأضاف: «بإضافة ذلك إلى عوامل (سلبية) أخرى قد تشهد أسعار النفط هبوطاً كبيراً». وشدد على أنه لا يرى حاجة إلى اتخاذ كبار منتجي النفط أي إجراء بسبب خروج بريطانيا. وتوقع وزير النفط في فنزويلا إيولوخيو ديل بينو أن ترتفع أسعار الخام 10 دولارات للبرميل هذا الصيف، مضيفاً أن بلاده العضو في منظمة «أوبك» قد تزيد إنتاجها بما يصل إلى 200 ألف برميل يومياً خلال الشهور الستة المقبلة. وقال لإذاعة محلية أن زيادة الطلب وانخفاض المعروض سيساعدان في دعم أسعار الخام في الشهور المقبلة. وأضاف: «ستؤدي زيادة الطلب بأكثر من مليوني برميل وتراجع المعروض بواقع مليون برميل إلى تعافي الأسعار بنحو 10 دولارات». وقال أن شركة النفط الحكومية أطلقت جهوداً واسعة النطاق تشمل التعاون مع مشاريع مشتركة وترتيبات تعاقدية جديدة مع شركات خدمات ستساعد البلاد في تعزيز الإنتاج الذي تراجع بسبب انخفاض الأسعار. وتابع: «ما من شك لدينا في أننا سنزيد الإنتاج خلال ثلاثة إلى ستة شهور بما يتراوح بين 150 ألفاً و200 ألف برميل يومياً. سيزيد الإنتاج إلى مستويات قريبة من طاقتنا أي في حدود 2.9 مليون برميل يومياً». وأعلنت «بتروتشاينا»، ثاني كبرى شركات التكرير الحكومية في الصين، سعيها إلى بدء تشغيل مصفاة جديدة في جنوب غرب البلاد في تشرين الأول (أكتوبر)، بعد تأخيرات بما سيزيد واردات البلاد من الخام الآخذة في النمو بالفعل. وستكون مصفاة أنينغ البالغة طاقتها الإنتاجية 260 ألف برميل يومياً في إقليم يونان أول محطة تكرير صينية كبرى تبدأ الإنتاج في نحو سنتين، وسط تراجع طاقة التكرير الجديدة التي تضيفها شركات الطاقة الحكومية نتيجة تقلص الأرباح بسبب هبوط أسعار النفط. وقالت مصادر لوكالة «رويترز» العام الماضي أن شركة «أرامكو السعودية» تسعى إلى استثمار ما بين بليون و1.5 بليون دولار في المصفاة وأصول التجزئة التابعة ل «بتروتشاينا». ولم يتسن الاتصال ب «أرامكو» للحصول على تعليق أمس. وارتفعت واردات الخام إلى الصين، ثاني أكبر مشتر في العالم، بنسبة 16 في المئة أو ما يزيد على مليون برميل يومياً في الأشهر الخمسة الأولى من 2016، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، مسجلة أسرع نمو في أكثر من عشر سنوات.