يعود المخرج السوري أسامة الحمد الى خلف ال «مونيتور» في زمن قياسي، بعد أقل من شهر على انتهاء تصوير مسلسل «فخامة الشك» (من كتابة كلوديا مارشيليان) المؤلف من ستين حلقة ويعرض حالياً على شاشة «أم تي في» اللبنانية، ليبدأ عمليات تصوير مسلسله الثاني لهذا الموسم، «بلحظة» للكاتبة اللبنانية ندين جابر من انتاج شركة «الصدى». يقول الحمد ل «الحياة» إن «العمل اللبناني الإجتماعي مقرر عرضه بعد نحو شهرين، لذا لم يكن لدي وقت للراحة، بدأت التحضيرات فور انتهاء تصوير المسلسل السابق، وما ساعدني هي الاستعدادات السالفة، إذ إن العمل كان معداً للتصوير أولاً قبل تبدل الجدول وتصوير فخامة الشك». ويشير إلى أن «بلحظة» مؤلف من قسمين يشملان ستين حلقة، تبدأ قناة «الجديد» اللبنانية بعرضها في شهر رمضان المقبل، من بطولة الممثلين اللبنانيين كارمن لبّس وزياد برجي ويوسف حدّاد وسينيتيا خليفة وإلسا زغيب وروان طحطوح وفيفيان أنطونيوس ومجدي مشموشي وميّ سحاب ونيكولا مزهر ووسام سعد ونبيل عسّاف ورندة كعدي ونتاشا شوفاني وسواهم. وتكشف جابر في حديث الى «الحياة» أن «الأمانة الأدبية والدرامية والأخلاقية تقتضي الإشارة الى أن العمل مقتبس من قصص أجنبية، على رغم حجم الاقتباس المحدود جداً، إذ أن الأحداث تبتعد باكراً منها، وتتجه نحو التعبير عن نماذج موجودة فعلاً في البيئة المحلية والعربية. الاقتباس يقتصر على الفكرة الأساسية، ولكن العمل تمّت لبننته ليشبه مجتمعنا كثيراً، وإدخال الكثير من الأحداث والتفاصيل والشخصيات إليه ليصبح متشعباً ومميزاً». وتعلن أن «الخطوط الأساسية تشمل الثأر والعلاقات الإنسانية بما تحمله من سلب وإيجاب في الحب والكره والمصالح والنفوذ والجشع والقوة والضعف وغيرها»، مشددةً على أن «أي شخصية رئيسة لن تكون عملةً بوجه واحد، إضافة الى أنها على رغم طبيعتها الحقيقية والواقعية لن يتم إسقاطها في شكل محدد على أي منطقة لبنانية، بخاصة أن الثأر فاجعة حقيقيّة ومنتشرة في لبنان وحتى خارجه». وتلخص قصة العمل بأنها تروي «تفاصيل حياة عائلتين غنيتين وتتمتعان بنفوذ قويّ بسبب الأعمال المشبوهة مثل تجارة المخدرات والممنوعات، والتي تسّعر حرباً ضروساً وطويلة بينهما تؤدي الى ثارات كثيرة، إلى أن تقررا إنهاء الخلاف من خلال تحقيق رابط مصاهرة بينهما، فيزوجان ابن إحدى العائلتين الى ابنة العائلة الأخرى من دون الأخذ في الاعتبار خيارات العروسين، قبل أن يتحول الحل الى فتيل صراع جديد تكشفه الأحداث تباعاً بالتوازي مع الخطوط الأخرى». وينطلق المشهد الأوّل من عرس «الضحيتين» وفق ما تصفهما جابر، شخصية «سيف» (زياد برجي)، شقيق الزوج المتوفى «الذي لا يشبه العائلة أبداً ويجبر على الزواج من أرملة أخيه «فلك» (روان طحطوح) للمحافظة على الاتفاق بين العائلتين، على رغم حبّه لفتاة أخرى، وينطلق في مشوار محاربة عادات وتقاليد وعمل عائلته المشبوه، مع معارضة الجميع له». وتحظى شخصية المرأة في العمل باهتمام بارز، وتتجلّى في محاور عدّة من أبرزها المتعلقة بشخصية «ربى» من تجسيد الممثلة كارمن لبّس التي تخبر «الحياة» عن دورها: «هي الأم المتسلطة التي تتولى قيادة العائلة بعد وفاة زوجها، فيشعر المشاهد بأنها رجل العائلة، والشخص الذي لا خطوط حمراء بالنسبة إليه، ولديه الاستعداد لارتكاب أي فعل من أجل الحفاظ على عائلته»، مضيفةً أنّه سيظهر فيها أيضاً الجزء الضعيف والحنون من المرأة التي تحاول دائماً التعالي على نفسها ولا تظهر ضعفها إلا في خلوتها». وتشير جابر الى محبتها الخاصة لشخصية «تالا» من تجسيد الممثلة إلسا زغيب، الأم لطفل صغير والأرملة بسبب أخ عروس شقيقها، ما يجعلها «كاريكاتور غير ثابت، يبدأ بكره تجاه العائلة، والفتاة التي يحضرونها إلى المنزل، فتعتبرها عدوتها». وأمّا عن مساحة قصص الحب في العمل، فتوضح جابر أنها كثيرة ومعقدة وتحمل أوجهاً عدة «مثل حب الأم لابنتها وخوفها من ارتباطها بشخص من بيئة مختلفة تماماً عن بيئتها، والحب من طرف واحد، والحب الذي يبدأ بكره ويتحوّل بعدها إلى قصة عشق جميلة، إضافة الى حب المرأة للرجل وتضحيتها من أجله وهو لا يستحق ذلك أبداً!». ويكشف الممثل يوسف حداد أنه يؤدي شخصية «جلال، «دونجوان»، يكذب على النساء ليسرق أموالهن وأحلامهن. هو صاحب شركة تعمل فيها «نايا» (سينتيا خليفة)، مضيفاً أنه «شخص وصولي انتهازي واستغلالي، وخلال القصة نكتشف السبب الذي دفعه ليصبح كذلك». وتوضح جابر أنّ اختيارها اسم «بلحظة» ليحمل بصمة العمل وعنوانه، يرجع لسبب أنّ «كل شيء في حياتنا يحصل في لحظة واحدة، بلحظة تكون في شيء وتنتقل إلى شيء آخر، وبلحظة أخرى يتغير كل شيء، كما أنّ علاقات الإنسان وقراراته تتخذ بلحظة واحدة أيضاً». وعن وقوع معظم المسلسلات التلفزيونية الطويلة صاحبة الحلقات المتصلة بمطب الإطالة والتفاوت في التشويق، تؤكد جابر أنها تحرص خلال الكتابة على «تصاعدية الأحداث وتطورها، وفي الستين حلقة نستمر في الارتفاع طوال الوقت، في كل حلقة هناك أكثر من حدث، ولا تنجح الشخصيات في حلّ مشكلة حتى تبدأ أخرى». وتشدد على عملها لخلق اختلاف الشخصيات والقصص وتشعبها بهدف «إظهار الفارق في أنماط الحياة والتقاليد والعادات بين بيئة وأخرى».