يعلن المدير العام ل «صدى للإنتاج الفني» المخرج السوري أسامة الحمد، في حديث الى «الحياة»، جدول أعمال الشركة الدرامي للموسم المقبل، والحافل بأكثر من خمسة مسلسلات متنوعة في الشكل والمضمون، بين التاريخي والمعاصر، والكوميدي والتراجيدي، إضافة إلى خماسيات ومسلسلات طويلة، لبنانية و»عربية مشتركة». يقول الحمد: «هذه الخطة تؤكد إيمان الشركة والمنتج عماد جمعة بالدراما اللبنانية منذ شرعنا بمسلسل «كواليس المدينة» وعرضناه بنجاح خارج شهر رمضان، ما يشير إلى أن الجمهور حاضر للأعمال الدرامية طوال العام على أن تكون بالمستوى المطلوب، ولذلك ستكون هذه الأعمال نافذة لكتاب وممثلين ومخرجين لبنانيين صاعدين». ورداً على سؤال حول توجه الشركة إلى هذا العدد من الأعمال اللبنانية بسبب تصدّر الأعمال اللبنانية ال»رايتنغ» المزعوم في شهر الصوم، يرفض الحمد الإجابة إلا بضحكة استهزاء. ويختار الحمد البدء خلال أيام، بتصوير مسلسل «بلحظة» الاجتماعي بين بيروت والبقاع، من تأليف وسيناريو وحوار الكاتبة ندين جابر التي تطرح على مدى ستين حلقة حكايا شخصياتها التي تنقلب رأساً على عقب بلمح البصر، لتخلق سلسلة من ردود الفعل التي تتدافع كالموج في الخطوط الأخرى، مضيفاً: «لحظة واحدة في حياة كل شخصية ستغير مشروعها، فنرى انعكاس هذه اللحظة في شخصية أخرى، ما سيجعل المشاهد يشعر بأنّ الحياة مدوّنة بلحظة واحدة فقط قد تقلب كل حياته». ويحضر الثنائي الحمد وجابر مسلسل «خيانة عظمى» للمنافسة في رمضان المقبل، ويتناول الخيانة بمختلف أشكالها كمفهوم نسبي وفق رؤية الشخصيات، ومسار أحداث سيجعل من الصعب إطلاق حكم «الخيانة» على رغم وقوعها كفعل، إلا أن التوصيف سيثير جدلاً لدى المشاهد. وتتجه «الصدى» في المسلسل الثالث، إلى الطابع الرومنسي - الكوميدي، لأن «الناس بدأت تحبّ هذا النوع من الأعمال وتنتظره، بدافع حاجتها لتضحك وترتاح من الهموم التي تملأ الشاشات»، وفق الحمد الذي يتابع نصوصاً للاختيار من بينها. أما في العمل الرابع، فتقرر الشركة خوض تجربة الخماسيات بالاستناد إلى أعمال عالمية، من إعداد كتاب ومخرجين لبنانيين شباب. ويشدّد الحمد على أن «المشروع يقوم على رؤية درامية لأعمال أخرى، ما يختلف عن الاقتباس»، موضحاً: «نحاول أن نعرف ما إذا كانت التفاصيل التي حملها العمل الأجنبي، وأبكتنا أو أفرحتنا أو جعلتنا نتمنى أن نعيشها، ستؤثر فينا بالطريقة ذاتها إن تحوّلت الى بيئة عربية». وفي شأن أخطار الاقتباس، بخاصة أن الاستسهال أدّى أحياناً إلى «إبداع» في النسخ لا في الرؤية، يرى المخرج الشاب أن «الحياة كلها اقتباسات غير مباشرة غالباً، ولا بأس من الاقتباس المباشر وتأمّل عمل آخر، لكن شرط وضع رؤيتك الخاصة وبصمتك فيه!». ويكشف الحمد أن العمل الأضخم في ترسانة المسلسلات، سيكون دراما تاريخية من ستين حلقة تحت عنوان «ساحرة الشرق» الذي تدور أحداثه حول الحب والخيانة والعمالة، استناداً إلى حياة الليدي هستر ستانهوب المثيرة للجدل، بعد أن قدمت من بريطانيا إثر موت حبيبها، فتنقلت بين مصر وفلسطين ولبنان حيث استقرت في عالم يغص بالمؤامرات التي شاركت فيها، ابتداء من محمد علي باشا وصولاً إلى أمراء لبنان. وتمتعت بنفوذ كبير وسلطة تكاد تكون استبدادية في المقاطعات المجاورة لبلدة جون التي ضمت دارها المعروفة تاريخياً ب «دار الست». ويؤكد الحمد: «الالتزام التام بالوثيقة التاريخية ولكن بما لا يؤذي الحيّز الدرامي الذي يحبّه الناس، إضافة إلى الإسقاطات المعاصرة التي تحيي التاريخ». وفي وسط هذا الزحام من الأعمال، يتمسك الحمد بالتأني قبل خوضه تجاربه الدرامية الجديدة، لكي لا يقع في مطبّ التصوير خلال العرض كما حصل في «كواليس المدينة». يقول: «لم أتمكن من الاستمتاع بالتصوير أو المونتاج، لأنّنا كنّا طوال الوقت على عجلة من أمرنا، فحميت الشرط الفني في العمل على حساب مزاجي وراحتي». ويكشف بعض ما رافق أجواء التصوير بعيداً من أعين المشاهدين: «تعبت من البيئة المحيطة لأستطيع الحفاظ على انسيابية العناصر فيه، لن أكرر تجربة التصوير خلال العرض بعد اليوم، لأنني أريد الاستمتاع فنياً بعملي وتلافي ما قد ينتج ذلك من أخطاء». وعلى رغم انشغاله بالدراما في لبنان، يواظب الحمد على متابعة الدراما السورية بشغف، مبدياً حزنه لما تعرضت له منذ اندلاع الأزمة. يقول: «لم نجد الهوية السورية الدرامية إلا في أعمال قليلة، على رأسها «الندم» و «العراب» و «أيام لا تنسى»، لكنه يشدد على أنها ستستمر في المنافسة لأنه لا يزال فيها بعض الحالمين والجديرين بقيادتها، مشيراً من جهة أخرى إلى أنه لا يرى سقوطاً لنجوم سوريين، بل هي «دعسة ناقصة لفنانين مهمين، سيعيدون ترتيب أولوياتهم، لأنهم بوجودهم في المكان الخطأ يضعفون الدراما السورية».