خلط زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أوراق «التحالف الوطني» (الشيعي) بعد تهديده مقاطعة الانتخابات، وكشفه عن جهات تحاول اغتياله، فيما تظاهر المئات من أنصاره أمام منزله في النجف أمس، لاستنكار التهديدات باغتياله. وكشف الناطق باسم الصدر، جعفر الموسوي، أن «جهات داخلية وخارجية تقف وراء تهديد الصدر». وقال مصدر مطلع ل «الحياة»، أن قادة «التحالف الوطني» يشعرون بالقلق من تفككه في حال مقاطعة الصدر الانتخابات، وأنه لن يبقى الكتلة التي تؤهله للحصول على الغالبية في الانتخابات». وأضاف المصدر المقرّب من زعامة التحالف أن «موقف الصدر الأخير من شأنه أن يعرقل مشروع عمار الحكيم، زعيم المجلس الإسلامي الأعلى، في التسوية التاريخية، ويجهض المفاوضات مع الأكراد والسنّة». وكشف المصدر عن اتصالات لأطراف في «التحالف الوطني» مع الصدر للحوار لبحث مطالبه، لكن هذه الأطراف لم تشمل تيار نوري المالكي، زعيم ائتلاف «دولة القانون». وأكد أن قوى سياسية داخل التحالف تسعى بقوة لحماية مفوضية الانتخابات من التغيير، وأن موقف الصدر الأخير كان رسالة موجهة في شكل مباشر ل «عرابي المفوضية». وفي حال قاطع الصدر الانتخابات البرلمانية المقبلة، فإنه من المحتمل أن يتلقى «التحالف الوطني» ضربة موجعة على مستوى حجمه السياسي والعددي في خريطة العراق ما بعد «داعش». إلى ذلك، تحدث الموسوي عن جهات داخلية وخارجية تقف وراء تهديد الصدر، مؤكداً «معرفته بتلك الجهات». وقال في تصريحات أمس: «إننا على اطلاع ببعض تفاصيل التهديدات الجدية بالقتل التي وصل بعضها إلينا، وهي من أطراف داخلية وخارجية»، مشيراً إلى أنه «يعرف الجهات التي تقف خلف تلك التهديدات ومن يريد أن يسير بالبلد إلى الهاوية». وأكد الموسوي أن «التظاهرات ستستمر حتى تحقيق المطالب المشروعة»، لافتاً إلى «ضرورة تحقيق الإصلاح الشامل من أجل إنهاء مأساة الشعب العراقي والقضاء على الإدارة الفاشلة وإصلاح ما يمكن إصلاحه». وتظاهر المئات من أنصار الصدر أمس أمام منزله بالنجف استنكاراً ل «محاولات اغتياله»، بعدما قدم الصدر أول من أمس عدداً من الوصايا إلى أتباعه والمتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد طالباً منهم أن ينفذوها إذا تم اغتياله. واعتبرت النائب عن كتلة «التغيير» الكردية، سروة عبدالواحد، أن الصدر «أطلق كلمة الحق»، معلنة في الوقت ذاته تأييدها والوقوف معه ل «محاربة الفساد والمفسدين». وقالت في بيان أن «الحق قليل في العراق، واليوم أطلق السيد مقتدى الصدر كلمة الحق في ساحة التحرير واضعاً دمه على كفه، فتحية تقدير وتثمين لهذا القائد العراقي الشجاع الذي يعبّر عن كل ما يختلج في قلوب العراقيين من زاخو إلى البصرة».