انتقل أمس، استهداف الجماعات الإرهابية قوات الجيش المصري من شمال سيناء إلى وسطها، وأعلن الجيش «استشهاد 3 ضباط و7 جنود»، نتيجة انفجار في وسط سيناء، فيما قتلت قوات أمنية «15 تكفيرياً» خلال حملات دهم «بؤر إرهابية» في المنطقة، لتعود بذلك الأحداث في سيناء إلى واجهة الصورة. وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن بلاده تتصدى للإرهاب ب «وجه واحد لا وجهين». وقال ناطق عسكري في بيان، إن عمليات المداهمة والاشتباك مع «العناصر التكفيرية» في وسط سيناء أسفرت عن مقتل 15 «تكفيرياً» وتوقيف 7 آخرين، لافتاً إلى اكتشاف مخزنين وتدميرهما، وجد داخلهما كمية ضخمة من المتفجرات والعبوات الناسفة المعدة للاستخدام، وأجهزة طبية ومواد إعاشة خاصة ب «المتكفرين». وأوضح أنه أثناء مطاردة قوات الجيش العناصر الإرهابية انفجرت عبوتان ناسفتان في مركبتين لعناصر المداهمة، ما أسفر عن «استشهاد 3 ضباط و7 جنود». ولم يكشف الناطق رتب الضباط، لكن وكالة «رويترز» قالت إنهم عقيد ومقدم ورائد. وقالت مصادر طبية وشهود إن عاملاً في شركة الكهرباء قُتل وجُرح 5 من زملائه نتيجة إطلاق مسلحين مجهولين النار نحوهم، أثناء قيامهم بإصلاح أحد خطوط الضغط العالي المؤدي إلى مدينة الشيخ زويد عند نقطة بدايته على الطريق الدائري المار خارج مدينة العريش. كما جُرح 3 جنود في الشرطة خلال تبادل إطلاق النار مع مسلحين مجهولين عند مدخل العريش، وتعرضت سيارة إسعاف لإطلاق نار من المسلحين أيضاً، أثناء قيام فريق طبي بنقل الجرحى من موقع الاشتباكات. في غضون ذلك، قال الرئيس السيسي إن بلاده تتصدى للإرهاب ب «وجه واحد لا وجهين»، قبل أن يدين بأشد العبارات الحادث الإرهابي الذي وقع أول من أمس في العاصمة البريطانية، مكرراً دعوته المجتمع الدولي إلى «تعزيز التعاون والتنسيق للقضاء على قوى الإرهاب». وكان السيسي شارك أمس في ندوة تثقيفية، أقامتها المؤسسة العسكرية لمناسبة «يوم الشهيد»، وحضرها كبار أركان الدولة، وألقى على هامشها مستشار الرئيس للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري كلمة، وضع فيها جماعة «الإخوان» في بوتقة واحدة مع التنظيمات الإرهابية مثل «داعش والقاعدة وبوكو حرام... والخوارج قديماً»، قبل أن يؤكد السيسي في مداخلة أن مصر «تحارب الإرهاب بوجه واحد لا وجهين». وشدد على أن شهداء الوطن «هم الذين يرفعون راية الحق، والمعارك التي تخوضها قوات الجيش والشرطة ضد الإرهاب تثبت ذلك كل يوم... شهداء مصر هم أشرف الرجال، لأنهم لم يدافعوا عن الوطن فحسب، بل قدموا أروع التضحيات للتصدي للإساءات التي يتعرض لها الدين، نتيجة استغلاله من التنظيمات الإرهابية لتبرير جرائمها، وهو منها براء». وأشار إلى أن تضحيات الشهداء «حافظت على الشعب المصري... الشهداء الأبطال هم حماة الشعب»، قبل أن يتعهد بأن شعب مصر «لم ولن يُروع أو يُدمر أو يضيع طالما ظل أبناء مصر الأوفياء رافعين راية الحق والبناء والتعمير». وتطرق السيسي إلى الحادث الإرهابي الذي وقع في لندن أول من أمس، منبهاً إلى أن الإرهاب «أصبح يُهدد العالم بأكمله». وأكد أن مصر «تدين بأشد العبارات الأعمال الإرهابية كافة التي تقع في مختلف أنحاء العالم». وأضاف: «الشعب المصري بأكمله يتصدى للإرهاب، والدولة حريصة على رعاية جميع أهالي الشهداء والمصابين، وحق الشهداء الأبرار على الدولة لا يقتصر على رعاية أهلهم وذويهم فقط، بل يشمل مواصلة العمل على الحفاظ على الوطن من خلال تحلي جميع أفراد الشعب المصري بالصبر والعمل والأمانة والجد والشرف».