قُتل قائد في الشرطة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلاً أمنياً في مدينة العريش في شمال سيناء، التي تشهد مواجهات عنيفة بين الأمن ومتطرفين مسلحين، فيما قتلت قوات الجيش أحد التكفيريين أثناء زرع عبوة ناسفة. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن «عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة رتلاً أمنياً أثناء مروره في شارع أسيوط، أحد الشوارع الرئيسية في مدينة العريش، ما أسفر عن استشهاد العقيد من قوة قطاع مصلحة الأمن العام ياسر الحديدي، وجرح ضابط وأمين في الشرطة وجندي من قوة مديرية أمن شمال سيناء». وأوضحت أن قوات انتقلت سريعاً إلى محل الواقعة وتم فرض طوق أمني وتمشيط المنطقة. وشوهدت سيارات إسعاف متوجهة إلى موقع الانفجار، وأطلقت التمركزات الأمنية القريبة منه نيران كثيفة، وسط عمليات تمشيط للمنطقة خشية وجود عبوات أخرى. وأقيمت جنازة عسكرية في أكاديمية الشرطة في القاهرة لتشييع العقيد ياسر الحديدي، بحضور قيادات وزارة الداخلية. وتشهد مدينة العريش مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين فروا إليها بعد دهم أوكارهم في الشيخ زويد ورفح، ويستغل المسلحون الكثافة السكنية في بعض أحياء العريش للاختباء وسط المدنيين، والانطلاق من تلك الأحياء لتنفيذ هجمات، وشرعت قوات الأمن في حصار تلك الأحياء، وتنفيذ حملات دهم، من بناية لبناية بحثاً عن مشتبهين. وقال شهود عيان وسكان في العريش إن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً من الآليات والأفراد المدججين بالسلاح على جميع مداخل ومخارج أحياء السلايمه وآل الشوربجي والصفا الواقعة جنوب غربي العريش، وأغلقت كافة الشوارع الفرعية في تلك الأحياء، وشرعت في عمليات تفتيش واسعة للبنايات والأفراد بحثاً عن مطلوبين لأجهزة الأمن التي تشتبه في اختباء المسلحين في تلك الأحياء. وحسب شهود عيان، فإنه ألقي القبض على عدد من المشتبهين تقوم الأجهزة المعنية بفحصهم والتحقيق معهم لبيان مدى علاقتهم بالأحداث التي شهدتها سيناء أخيراً. في غضون ذلك، قال الجيش في بيان إن قوات إنفاذ القانون في شمال سيناء داهمت عدداً من البؤر الإرهابية، ما أسفر عن كشف وتدمير نفقين رئيسيين، أحدهما متفرع منه 33 نفقاً فرعياً جنوب مدينة رفح، وعثر داخلهما على 3 غرفة تحكم رئيسية، و3 محركات سحب، و3 لوحات كهربائية، وخطوط كابلات كهربائية، وكابلات اتصال موصلة بسماعات، ومواسير أوكسجين. وأوضح أنه تم قتل أحد العناصر التكفيرية أثناء محاولة زرع عبوة ناسفة، واكتشاف وتدمير 6 عبوات ناسفة كانت معدة ومجهزة لاستهداف القوات المسلحة على محاور التحرك، وضبط 70 مشتبهاً به وتدمير 22 وكراً للعناصر الإرهابية عثر داخلها على 130 شريطاً من عقار «ترامادول»، الذي يستخدم كمسكن، لكن مدمنين يتعاطوه كمخدر. في غضون ذلك، قالت مصادر طبية ورسمية وشهود عيان في شمال سيناء إن شاباً (38 سنة) قُتل إثر اصابته بطلق ناري في الرأس، أثناء سيره في أحد شوارع مدينة رفح، ولم يتسن تحديد مصدر الطلق الناري. وفي الشيخ زويد، جُرحت سيدة (51 سنة) بطلق ناري في ساقها، أثناء سيرها قرب منزلها، ولم يتسن تحديد مصدر الطلق الناري. وعقد محافظ شمال سيناء عبدالفتاح حرحور لقاء مع مسؤولين تنفيذيين وتجار وممثلين للأهالي في المحافظة، لبحث المعوقات التي تواجه التجار من أبناء المحافظة وسبل تذليلها. ووعد بحل المشكلات التي طرحت خلال الاجتماع، ووجه بضرورة مساعدة النازحين من مدينتي الشيخ زويد ورفح إلى العريش. في غضون ذلك، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن دول العالم تشهد تنامياً ملحوظاً للإرهاب الذي طاول الأبرياء، إذ بات الإرهاب ظاهرة عالمية لا تفرق بين دين أو جنس. وتحدث شكري عن جهود بلاده لمكافحة الإرهاب أمام احتفال أقامته أكاديمية الشرطة للكوادر الأمنية الأفريقية في حضور وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار وعدد من مساعديه. وقال شكري إنه لا بد من أن ندرك خطورة الإرهاب على «هياكل الدول»، مشيراً إلى أن رجال الأمن في مصر اكتسبوا خبرات في مجال مكافحة الإرهاب، وتجد أنه لزاماً عليها أن تنقل تلك الخبرات للدول الأفريقية لمكافحة الإرهاب. وأوضح أن مصر حرصت على فتح أبواب مؤسساتها الأمنية لأشقائها الأفارقة لتدريبهم، مشيداً بالدور المتميز لأعضاء مركز بحوث الشرطة الذين يشرفون على عمليات التدريب. وأشار مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة اللواء أحمد العمري إلى أنه تم تدريب 159 من الكوادر الأمنية من 132 دولة أفريقية في مصر، في إطار حرص وزارة الداخلية على تقديم كل الدعم للدول الأفريقية. وأضاف أن مصر ستواصل مكافحتها للجريمة المتطورة. من جهة أخرى، احتفل الجيش والمؤسسات المصرية أمس بذكرى يوم الشهيد التي توافق 9 آذار (مارس) من كل عام، وتصادف ذكرى استشهاد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أول عبدالمنعم رياض إبان حرب الاستنزاف. ووضع وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة. وقال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام في رسالة وجهها للقوات المسلحة أمس في تلك المناسبة، إن جموع الشعب المصري تقدر التضحيات الكبيرة التي يقوم بها أبطال الجيش لحفظ أمن واستقرار الوطن ومواجهة جماعات الظلام والإرهاب، مؤكداً أن «جماعات الإرهاب والتطرف تسعى الى نشر الخراب والدمار في كل مكان». وجدد المفتي تضامنه الكامل مع مؤسسات الدولة كافة، وفي مقدمها الجيش والشرطة، لدرء خطر الإرهاب الخبيث.