شهد المنتدى الاستثماري السعودي- الصيني في العاصمة الصينية (بكين) أول من أمس، والذي نظمته مجموعة التجارة والاستثمار السعودية بالشراكة مع وزارة التجارة الصينية، توقيع 22 مذكرة تفاهم، وذلك على هامش زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين. وذكر تقرير لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية، أن المنتدى سلط الضوء على الفرص الاستثمارية في إطار رؤية المملكة 2030، إلى جانب بحث تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين بحضور ملك السعودية وأكثر من 600 مسؤول حكومي ورجل أعمال من البلدين. وقدمت مجموعة التجارة والاستثمار ممثلة في الهيئة العامة السعودية للاستثمار للجانب الصيني خلال المنتدى عرضاً لأهداف رؤية المملكة 2030، والفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات. وخلال المنتدى، ألقى وكيل التجارة الخارجية بوزارة التجارة والاستثمار السعودية عبدالرحمن الحربي كلمة، أكد فيها التقاء رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 مع مبادرة «الحزام والطريق»، مستعرضاً استراتيجية التعاون الدولي في الطاقة الإنتاجية في عدد من النقاط ومن أهمها الشراكة الرابحة في المجال التجاري والاستثماري. وقال الحربي إن السعودية تمتلك موقعاً جغرافياً مميزاً سيكون له الأثر الإيجابي في العلاقات التجارية والخدمات اللوجستية والبنية التحتية بين البلدين، مبيناً أهمية تعزيز الشراكة التجارية، إذ تعتبر الصين أكبر شريك تجاري للسعودية في مجال الصادرات والواردات في 2016 من بين دول العالم. وأوضح الحربي أن تشريف الملك سلمان لأعمال هذا المنتدى يأتي في إطار تأكيد سعي السعودية لاستقطاب المزيد من الاستثمارات النوعية من الدول الشقيقة والصديقة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة لتطوير بيئة الأعمال والاستثمار وخلق الفرص المواتية لها، إضافة إلى العناية بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال باعتباره أحد أهم القطاعات الواعدة في السعودية. وعلى هامش المنتدى الاستثماري السعودي - الصيني، تم توقيع 22 اتفاقاً استثمارياً بين القطاع الخاص في البلدين في مجالات الاستثمار والطاقة والبتروكيماويات والاتصالات والبنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية. ومن بينها، وقعت شركة «أرامكو» السعودية مع شركة «نورنكو» الصينية مذكرة تفاهم بشأن استكشاف التعاون الاستراتيجي وفرص الاستثمار في مجال التكرير والبتروكيماويات. وفي الوقت نفسه، وقعت «أرامكو» اتفاقاً آخر مع شركة «ايورسون» الصينية في مجال استكشاف فرص الاستثمار في السعودية في مجالات الهندسة والتصاميم وتصنيع الأنابيب ومجالات الأبحاث والتطوير، كما تم توقيع اتفاق بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع السعودية وشركة «بان-آسيا» الصينية لتخصيص موقع لمعمل جازان البتروكيماوي بحجم استثمار يقدر ببليوني دولار، كذلك وقعت الهيئة اتفاقين مع شركة «هواوي» الصينية لإنشاء مركز الابتكارات لخدمات المدن الذكية، وإنشاء مركز هواوي للتدريب بمدينة ينبع الصناعية. وشهد المنتدى منح الهيئة العامة السعودية للاستثمار، رخصة استثمار لشركة «زي تي آي» الصينية، وستقوم الشركة بممارسة النشاط التجاري في السعودية، ومن المقرر أن تقوم الشركة بإنشاء مصنع للعدادات الذكية وأجهزة موجات الميكروويف باستثمارات قدرها 200 مليون ريال خلال خمس سنوات، وتعد شركة «زي تي آي» من الشركات الرائدة عالمياً في صناعة الأجهزة الذكية والتقنية وتبلغ مبيعاتها السنوية 15 بليون دولار لكل عام. كما منحت الهيئة أيضاً ترخيصاً تجارياً لشركة «شاندونغ تايجون إليكتريك» الصينية المتخصصة في تنفيذ وصيانة وتشغيل الأعمال الكهربائية والصناعية، وتعد الشركة من أكبر الشركات في مجالها، فيما يقدر حجم السوق السعودية السنوي في المجال نفسه بحوالى 19 بليون ريال سعودي. من جهة أخرى، وقعت شركات سعودية اتفاقات مع شركات صينية في مجالات البناء بتقنية ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، وغيرها من المجالات. وقال وزير التجارة الصيني تشونغ شان في كلمة ألقاها في اختتام المنتدى، إن زيارة ملك السعودية للصين تأتي في وقت مهم لتعزيز أواصر العلاقة التاريخية بين البلدين، ورفع مستوى التعاون، خصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري. وأوضح تشونغ أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في العام الماضي إلى مستويات قياسية تدل على نمو وتطور العلاقات، إذ تستثمر الكثير من الشركات في البلدين في مختلف المجالات، ومن أهمها البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والبتروكيماويات. وأكد تشونغ أن الصين تبذل جهودها كافة لتنمية العلاقات مع السعودية على أساس رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، مضيفاً: «السعودية والصين تجمعهما علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات الشعبين الصديقين». بعد ذلك، قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي عادل بن محمد فقيه في كلمة ألقاها بالمنتدى، إن حضور خادم الحرمين المنتدى الاستثماري السعودي - الصيني هو دليل جلي على دعمه لرجال الأعمال السعوديين وللاقتصاد السعودي. وأوضح فقيه أن هذا المنتدى الاستثماري يعد خطوة جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الذي امتد لعقود طويلة بين السعودية والصين. وقال فقيه إن الصين تعد دائماً محط اهتمام السعودية، كما كانت السعودية محط اهتمام الصين، وذلك كونها من أبرز الشركاء التجاريين للسعودية نظراً لأهمية دورها الاقتصادي في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط إذ أصبحت الشريك الاقتصادي الأول للسعودية في عام 2016. وأشار فقيه إلى أن العلاقات بين البلدين الصديقين شهدت خلال الفترة الماضية حراكاً كبيراً على كل المستويات نتج منه تشكيل اللجنة السعودية - الصينية رفيعة المستوى التي يترأسها من الجانب السعودي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مضيفاً: «اللجنة ستعمل على تحقيق التكامل بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق». وأكد أن السعودية تمتلك موقعاً جغرافياً مميزاً سيكون الأثر المميز في تنمية العلاقات التجارية وتقديم خدمات الدعم اللوجستي والبنية التحتية. وتمنى في ختام كلمته أن يسهم هذا المنتدى الاستثماري في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين، وإيجاد شراكات جديدة ذات قيمة مضافة تخدم مصالحنا المشتركة. يذكر أن الصين تعد أكبر الشركاء التجاريين مع السعودية، أما السعودية فهي أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وأفريقيا، كما أن السعودية أهم مُصدر نفط خام إلى الصين، وأظهرت أرقام وزارة التجارة الصينية أن قيمة التجارة الثنائية وصلت إلى 42.36 بليون دولار أميركي في 2016، واستوردت الصين 51 مليون طن نفط خام من السعودية.