أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن سعادته بحضوره حفل المنتدى الاستثماري السعودي - الصيني اليوم (الخميس) في العاصمة الصينيةبكين، متمنياً أن يكون فيه تعاون وتبادل منافع بين المملكة والصين، مؤكدًا أن تبادل الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال في البلدين يساعد على تنمية العلاقات لما فيها مصلحة الشعبين والبلدين. واطلع خادم الحرمين خلال الحفل على مجسم لمصفاة شركة فوجيان للتكرير والبتروكيماويات المحدودة (فريب) التي تعد مشروعاً مشتركاً بين «أرامكو السعودية آسيا المحدودة» وشركة فوجيان للبتروكيماويات المحدودة، وشركة إكسون موبيل الصين للنفط والبتروكيماويات. كما اطلع الملك سلمان على نماذج لمشاريع شركة سابك في المملكة والصين، ومنتجاتها التي تدخل في صناعة الكيماويات والسيارات. وكان في استقباله لدى وصوله مقر الحفل وزير التجارة الصيني تشونغ شان، ووزير الاقتصاد والتخطيط السعودي المهندس عادل فقيه، وسفير خادم الحرمين لدى الصين تركي الماضي، وسفير الصين لدى المملكة لي هواشين، كما تقدم رؤساء كبرى الشركات الصينية ورجال أعمال سعوديون بالسلام على خادم الحرمين. وقال الملك سلمان: «نحن نهتم أن يكون لنا مصالح ولمن يعمل معنا مصالح كذلك، وأنا سعيد بهذه الزيارة، وإن شاء الله تكون فيها زيادة خير للعلاقات بين بلدينا في كل المجالات». بعد ذلك ألقى نائب رئيس مجلس الغرف السعودية صالح العفالق كلمة أشار فيها إلى أن العلاقات السعودية الصينية تشهد نقلة نوعية وتطوراً كبيراً ونمواً مطرداً وتعاوناً لافتاً على مدى أكثر من 25 عاماً، شملت جميع المجالات، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين زادت في رسوخها وصلابتها على رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها العالم اليوم. وشاهد الملك سلمان خلال الحفل فيلماً مصوراً عن المملكة و«رؤية 2030»، وكذلك عن مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، إضافة إلى التجربة الاقتصادية السعودية في الصين، والقواسم المشتركة في تشجيع بيئة الاستثمار المشترك بين البلدين. ثم ألقى وزير الاقتصاد والتجارة الصيني تشونغ شان كلمةً أوضح فيها أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين وصل في العام الماضي (2016) إلى مستويات قياسية تدل على نمو وتطور العلاقات، إذ تستثمر الكثير من الشركات في البلدين في مختلف المجالات ومن أهمها البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا والبتروكيماويات. وأكد أن الصين تبذل جهودها كافة لتنمية العلاقات مع المملكة وفق «رؤية المملكة 2030» ومبادرة «الحزام والطريق»، وأضاف: «إن المملكة والصين تجمعهما علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات الشعبين الصديقين». من جانبه، ألقى وزير الاقتصاد والتخطيط المهندس عادل فقيه كلمة أوضح فيها أن هذا المنتدى الاستثماري يعد خطوة جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الذي امتد لعقود طويلة بين المملكة العربية و الصين. وأضاف أن «الصين دائماً محط اهتمام المملكة، كما كانت المملكة محط اهتمام الصين، وذلك كونها من أبرز شركائنا التجاريين نظراً إلى أهمية دورها الاقتصادي في العالم والشرق الأوسط، إذ أصبحت الشريك الاقتصادي الأول للمملكة في العام 2016». وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت خلال الفترة الماضية حراكاً كبيراً على المستويات كافة، نتج منه تشكيل اللجنة السعودية الصينية رفيعة المستوى التي يرأسها من الجانب السعودي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، وستعمل هذه اللجنة على تحقيق التكامل بين «رؤية المملكة 2030» ومبادرة الصين «الحزام والطريق»، وستكون شراكة استراتيجية ناجحة، إذ تمتلك المملكة العربية السعودية كل مقومات النجاح، كما تمتلك موقعاً جغرافياً مميزاً سيكون الأثر المميز على تنمية العلاقات التجارية وتقديم خدمات الدعم اللوجستي والبنية التحتية. وتمنى فقيه أن يسهم المنتدى في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وإيجاد شراكات جديدة ذات قيمة مضافة تخدم المصالح المشتركة.