أعلنت حركة الشباب الصومالية المتشددة إنها تسمح للمدنيين في المناطق التي يضربها الجفاف وتقع تحت سيطرتها بحرية الحركة نسبياً بحثاً عن الطعام لكنها ما زالت تعرقل دخول منظمات الإغاثة الدولية. ويُحتمل أن يواجه الصومال مجاعة إذا لم تتساقط الأمطار في نيسان (أبريل) المقبل، بينما قتلت المجاعة أكثر من ربع مليون شخص في العام 2011. وقالت منظمات الإغاثة إن القيود التي فرضتها حركة الشباب على حرية التنقل آنذاك ورفضها السماح بدخول منظمات إنسانية عدة أدى إلى ارتفاع عدد القتلى. لكن هذه المرة قالت الحركة إنه يمكن للسكان التنقل بحرية. وقال رئيس لجنة مكافحة الجفاف التابعة لحركة الشباب، الشيخ سولدان علاء محمد: «لا نمنع الذين يريدون المغادرة لأماكن أخرى. إنهم أحرار». كذلك قال رئيس مكتب الأممالمتحدة لتنسيق جهود الإغاثة جاستن برادي إنه التقى مع العديد من السكان الذي غادروا في الآونة الأخيرة مناطق سيطرة حركة الشباب وكانوا قلقين من احتمال عدم قدرتهم على العودة. وقال برادي: «إذا عادوا من مناطق تحت سيطرة الحكومة سيُنظر إليهم بعين الريبة وسيلقون معاملة سيئة». وأضاف: «إذا هطلت كمية مناسبة من الأمطار سيكون من المؤسف ألا يتمكنوا من العودة ومعهم البذور والأدوات». وأشار برادي إلى أن حركة الشباب ما زالت تقيّد دخول منظمات الإغاثة. وتقول الأممالمتحدة إن معدل الوفيات المرتبطة بالكوليرا والإسهال في المناطق التي تسيطر عليها الشباب أكبر بأربع مرات ونصف من تلك المسجلة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وقال برادي: «لا يمكننا أن نصل إلى السكان لمدهم بالمواد الأساسية مثل أقراص تنقية المياه والصابون أو العبوات من أجل تحسين جودة المياه». وتفشت الكوليرا في 11 من 18 إقليماً مع جفاف الآبار ولجوء السكان إلى مياه ملوثة للشرب. وقال رئيس لجنة مكافحة الجفاف في حركة الشباب إن منظمات الإغاثة الدولية في الصومال ليست فعّالة وإن الحركة تقدم المساعدات بنفسها. وقال محمد: «إنهم يتكلمون فقط والناس الذين يشرفون على الموت يحتاجون إلى العمل». وأضاف: «بدأنا بتوزيع المياه والغذاء على أشد الصوماليين تضرراً من الجفاف». وأشار إلى أن الحركة استخدمت 70 شاحنة لتوفير المياه ووزعت حصصاً غذائية على 400 عائلة أول من أمس. وقالت الأممالمتحدة إنها وزعت الطعام على 1.1 مليون شخص في الصومال الشهر الماضي في حين تلقى 570 ألفاً مياهاً نظيفة.