مع تزايد التحذيرات من اتساع خطر المجاعة ليشمل كافة انحاء جنوب الصومال، تتعرض جهود الإغاثة المطلوبة لتخفيف الأزمة، للعراقيل بسبب تصاعد العنف والقيود التي يفرضها المتمردون على عمل منظمات الاغاثة. وحذرت هذا الاسبوع مساعِدة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة جهود الإغاثة الطارئة فاليري ايموس، من اتساع المجاعة لتشمل خمس او ست مناطق في الصومال «إن لم نعالج الوضع الآن». ورغم المطالبات الدولية بالتحرك وتعهد جهات دولية بتقديم مساعدات مالية، يقول عمال الإغاثة إنهم يواجهون تحدياً كبيراً لدرء خطر المجاعة. وتقول إيليز فورد المتحدثة بلسان منظمة «اوكسفام»: المسألة هي هل تتمكن الجهات المانحة من العمل بالسرعة المطلوبة وتحويل الاموال الى افعال تنقذ حياة البشر. ويواجه اكثر من 12 مليون نسمة في انحاء متفرقة من القرن الافريقي آثار الجفاف الشديد، غير ان تردي الاوضاع الى مستوى المجاعة في جنوب الصومال يع ود الى عقود من الحرب وفرض متمردي حركة «الشباب» الاسلامية قيوداً على الاغاثة منذ عامين. كما تردَّت الأزمة اكثر مع تجدد القتال العنيف الاسبوع الماضي بين قوات الحكومة الصومالية المدعومة من الاتحاد الافريقي ومتمردي «الشباب» المنضوين تحت لواء تنظيم «القاعدة» في مقديشو. وحذرت هيئة الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية من ان الصراع الراهن سيتسبب في سقوط المزيد من الضحايا بين البشر والمزيد من عمليات النزوح. ويصل نحو الف شخص يومياً هرباً من الجفاف الى العاصمة الصومالية التي تعاني آثار القتال المستمر سعياً وراء الغذاء والإمدادات الطبية والماء. وأضافت الامطار الغزيرة التي هطلت في محيط العاصمة الى معاناة نحو مئة ألف نازح جديد لا يتوافر لهم المأوى المناسب ويعانون آثار الجوع. وقالت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ان القدرة على ايصال المساعدات التي يحتاجها السكان بشدة تتعرقل بسبب القتال المستمر في مقديشو، مضيفة ان موظفيها يضطرون الى التنقل في مدرعات. وتعتبر الاممالمتحدة ان الميليشيات، وبالأخص تنظيم «الشباب»، هي «العقبة الاكبر» امام الجهود الانسانية. وحذرت الأممالمتحدة من ان عشرات الآلاف من الصوماليين لقوا مصرعهم بينما يحتاج مليون و250 ألف طفل في جنوب الصومال للمساعدة لانقاذ حياتهم. وتنجح بعض جهود الاغاثة رغم كل هذا في الوصول الى بعض المحتاجين، حيث يسمح تنظيم «الشباب» لنحو 12 منظمة بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها، وان قيدوا نطاق عملياتها. غير ان المطالب على المساعدات هائلة، حتى في المناطق التي يتاح نسبياً الوصول اليها من دون كثير من المخاطر. وفي مخيمات اللاجئين الآخذة في التزايد في كل من اثيوبيا وكينيا، والتي تضم في غالبها لاجئين صوماليين، تجهد منظمات الإغاثة للتعامل مع التدفق اليومي من الوافدين الجدد. لكن مع تواصل التحذيرات من تردي الاوضاع، لا يبدو ان جهود الإغاثة ستصبح أسهل قريباً. وتتوقع وكالة غوث اللاجئين ان يتردى الامن الغذائي خلال الشهور المقبلة. وترجح ان تواجه كافة بقاع جنوب الصومال المجاعة في آب (اغسطس) الحالي وأيلول (سبتمبر) المقبل.