دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، الجميع إلى «ترك الماضي والتوجه نحو المستقبل»، مجدداً ثقته، بعد الإدلاء بصوته، بفوز ائتلافه في الانتخابات التشريعية، فيما أكد رئيس البرلمان أسامة النجيفي استحالة التحالف معه «بسبب الفشل والتراجع على المستويات». في هذه الأثناء كان المرجع الشيعي بشير النجيفي، الوحيد بين المراجع الشيعية الأربعة الكبار الذي أفتى بحرمة انتخاب المالكي، أدلى بصوته، معتبراً مشاركته «رد على الإساءة التي وجهت إلى المرجعية»، فيما كان السيد مقتدى الصدر من أوائل المصوتين في منطقة الحنانة في النجف. وقال المالكي عقب إدلائه بصوته في فندق الرشيد في المنطقة الخضراء، وسط العاصمة، إن «الانتخابات عرس بعد أن راهن البعض على عدم إجرائها»، مبيناً أنها «كانت تدار سابقاً في ظل القوات الأجنبية، وللمرة الثانية اليوم نجريها بنجاح كبير من دون وجود أي جندي أجنبي». وأضاف أن «الشعب تحدى من حاول أن يثنيه عن المشاركة ولم يتوقف عن ممارسة حقه في الانتخابات، لأنها ضمان وحياة وأمل، وهي صفعة أخرى للذين راهنوا على عدم إجرائها «، وزاد أن «حظوظنا في دولة القانون كبيرة، وأنا مطمئن إلى تحقيق الفوز، ولا خط أحمر أمام التحالف مع أي كتلة تؤمن بالعراق الموحد الخالي من المليشيات والقوى الإرهابية». وتابع: «كلنا سنكون غداً في البرلمان من أجل الاتفاق على بناء الدولة، وأدعو الجميع إلى ترك الماضي والبدء ببناء الدولة على أسس وطنية»، مشيراً إلى أن «شكل الحكومة يتوقف على المشاركة في الانتخابات، وأن نبني الدولة على أساس التغيير من دون استنساخ الحكومات السابقة، أي على أساس حكومة غالبية سياسية مكونة من جميع القوى الممثلة للمكونات العراقية». من جهة أخرى، شدد رئيس البرلمان أسامة النجيفي على أن «الانتخابات يجب أن تحمل التغيير للعراقيين، ويجب أن تأتي بشخصيات وطنية نزيهة قادرة على إدارة البلاد وتعالج سنوات الإخفاق والفشل الحكومي على جميع المستويات»، وكشف أن كتلته «متحدون» ستتحالف مع الجميع عدا كتلة المالكي»، مؤكداً أن «التحالف مع المالكي خط أحمر». وتابع: «على المواطن عدم التردد في التوجه إلى صناديق الاقتراع، ويجب تحدي الإرهاب والمليشيات وانتخاب الأكفاء وتثبيت أساس القانون»، متهماً القوات الأمنية ب «منع المواطنين من الوصول إلى مراكز الاقتراع، خصوصاً في منطقة الغزالية غرب بغداد». وأضاف «سأتدخل شخصياً لحل هذا الإشكال»، مشيراً إلى أنه «لن يتحالف مع نوري المالكي بأي شكل من الأشكال». وتابع أن «العراق مر بمرحلة انتقالية طويلة استغرقت أكثر من 10 سنوات»، لافتاً إلى «أننا الآن في حاجة إلى تحول لمرحلة الاستقرار وبناء الدولة بناء صحيحاً يعتمد على توافق المكونات ويعتمد على الالتزام بالدستور والقانون فوق الجميع ويعود العراق إلى وضعه الطبيعي». إلى ذلك، قال علي بشير النجفي، نجل المرجع النجفي، عقب الإدلاء بصوته مع والده في محافظة النجف، إن «الرد على الإساءات التي وجهها البعض إلى المرجعية الدينية في النجف الأشرف يكون عبر المشاركة بشكل واسع في الانتخابات». ودعا النجفي من أسماهم «أنصار المرجعية» إلى الرد على تلك الإساءات. وكان النجفي حرّم بشكل صريح في «فيديو» مسجل، خلال جلوسه مع بعض مقلديه في مكتبه في النجف، انتخاب المالكي وقائمته المتمثلة ب «ائتلاف دولة القانون». من جهة أخرى، أكد زعيم ائتلاف «المواطن» عمار الحكيم، أن كتلته ستسير باتجاه تشكيل فريق قوي متجانس لتشكيل الحكومة. بدوره شدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على ضرورة المشاركة في الانتخابات، وقال بعدما أدلى بصوته في مركز الرباب الانتخابي وسط النجف: «جئنا للإدلاء بأصواتنا تضامناً مع جمهورنا ومن أجل تغيير الواقع في البلاد»، مؤكداً ضرورة مشاركة الجميع في الانتخابات، داعياً إلى التغيير لتحقيق الرفاهية. وقال القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح: «هناك فشل عميق مستمر في العراق والانتخابات فرصة لتغيير المسار».