رحبت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما بتبادل إطلاق السجناء السياسيين بين الخرطوم ومتمردي «الحركة الشعبية– الشمال» واعتبرته تطوراً إيجابياً سيخلق بيئة مواتية لتحقيق تقدم في عملية السلام، وأعلنت عن جولة جديدة من المحادثات بين الحكومة والمتمردين لكسر جمود عملية السلام المتوقفة منذ نحو 6 أشهر. كما رحبت المسؤولة بتخطيط فريق وساطة الاتحاد الأفريقي لعقد مشاورات مكثفة بشأن عملية سلام في السودان بين الحكومة والأطراف الأخرى بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا خلال آذار (مارس) الجاري. وذكرت أن هذه الجولة من المشاورات تهدف إلى كسر الجمود الذي استمر منذ آخر جولة في آب (أغسطس) الماضي، مناشدةً حكومة الخرطوم وأطراف المعارضة بالالتزام بروح ومبادئ خريطة الطريق الأفريقية التي وقعتها الحكومة وتحالف قوى «نداء السودان» الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، مذكرةً الفرقاء بمسؤوليتهم في إحلال السلام. وحضت زوما «الحركة الشعبية - الشمال» بصورة خاصة على تقديم التنازلات اللازمة والقبول من دون أي تأخير إضافي باقتراح الولاياتالمتحدة بشأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأضافت أن «هذا الاقتراح سيقدم المساعدات الإنسانية للمتضررين في المنطقتين وعلى الأطراف الالتزام. هذا الاتفاق سيمهد الطريق كذلك لإبرام اتفاق وقف عدائيات انتظره شعب السودان طويلاً». من جهة أخرى، أقرت اجتماعات وزراء الدفاع ورؤساء أركان جيوش دول شرق أفريقيا، في العاصمة الأوغندية كمبالا، ترؤس السودان المنظمة للعام الجاري وقيادة الجيوش المشتركة. وتضم قوات شرق أفريقيا كلاً من السودان وكينيا وإثيوبيا وأوغندا ورواندا وبوروندي وجيبوتي والصومال وجزر القمر وسيشل. وناقشت الاجتماعات تحديات الأمن والسلم في الإقليم، وسبل تعزيز التنسيق والعمل المشترك، واختارت الاجتماعات العميد الركن علاء الدين عثمان ميرغني لقيادة القوات في الفترة المقبلة، كما ناقشت خطة المشروع التدريبي الذي يُنتظر تنفيذه في السودان. على صعيد آخر، قال الملحق الإنساني في سفارة جنوب السودان في الخرطوم كيبي جرمايا، إن التقديرات الأولية لعدد اللاجئين من بلاده الذين عبروا الحدود السودانية بسبب المجاعة تصل إلى 35 ألف لاجئ، مؤكداً وجود صعوبة في حصر عددهم بدقة. إلى ذلك، قال الناطق العسكري في جنوب السودان الجنرال لول رواي كوانج، إن متمردين خطفوا 8 موظفي مساعدات محليين يعملون لدى مؤسسة «ساماريتانز بيرس» الخيرية الأميركية. وذكر أن المتمردين يطالبون بتوصيل مساعدات إلى منطقتهم في مقابل الإفراج عن المخطوفين فيما يتزايد استخدام سلاح التجويع في الحرب، موضحاً أن عمال الإغاثة خطفوا من قرية على قرب مينديت على بُعد 680 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من جوبا. وأضاف كوانج أن الاشتباكات بين الجيش والمتمردين أسفرت عن مقتل 23 شخصاً وجرح 56، مشيراً إلى أن مسلحين هاجموا مواقع حكومية وسرقوا منازل وأحرقوها في ولاية بيه الغنية بالنفط، مشيراً إلى أن قواتهم تمكنت من صد المهاجمين.