أعلن جيش جنوب السودان أمس، أنه فقد الاتصال بقواته في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية "شمال-شرق"، إذ أطلق المتمردون بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار، هجوما واسع النطاق أول من أمس. وهذا الهجوم خرق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الطرفين، بعد مفاوضات صعبة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل نحو شهر. ويقول المتمردون إنهم أصبحوا يسيطرون على ملكال، لكن الوضع ما يزال غير واضح. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان، "ليس لدي أي اتصال مع القيادة في ملكال". وبحسب مصادر إنسانية، فإن مطار ملكال أغلق مساء أول من أمس. والمتمردون كانوا حينذاك في المدينة، لكن لم يعرف بعد ما إذا كانوا يسيطرون على كل العاصمة الإقليمية أو مجرد قسم منها. وأعلن الناطق باسم المتمردين لال رواي كوانج، أن فريقه دحر جنودا موالين للحكومة، لكنه أكد أن القوات الحكومية كانت أول من انتهك الهدنة، وأن قوات المتمردين لم تقم إلا بالرد. إلى ذلك أعلنت الوساطة الأفريقية، تعليق المفاوضات بين وفدي الحكومة السودانية والحركة الشعبية "قطاع الشمال"، الرامية لإنهاء الحرب في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأمهلت الوفدين 10 أيام لاستئنافها. وكشف رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي، أن الوساطة قدمت للطرفين مقترحات للتشاور مع قيادتيهما بشأنها قبل العودة للتفاوض في غضون عشرة أيام، وقال إن الوساطة درست الأوراق التي قدمها الطرفان، واتضح حتمية تقديم مقترحات من الوساطة لإحداث تطور في العملية التفاوضية. وقالت مصادر، إن مقترحات الوساطة تتعلق بالتفاوض وفق قرار مجلس الأمن 2046 الخاص بشأن الملفات الأمنية والسياسية والإنسانية بالمنطقتين، إلا أن المفاوضات اصطدمت بإصرار وفد الحركة على حل شامل لكل قضايا السودان، بينما تمسك الوفد الحكومي بالتفاوض حول المنطقتين. وتبادل وفدا الحكومة السودانية والحركة الشعبية في المفاوضات الخاصة بالمنطقتين فى أديس أبابا الاتهامات بإفشال الجولة الحالية. وفيما حمل وفد الخرطوم الحركة مسؤولية عرقلة المحادثات، قالت الحركة إن مفاوضي الخرطوم يبحثون عن حلول جزئية للأزمة. وتوعد وزير الدفاع السوداني، عبدالرحيم محمد حسين، الحركة الشعبية، بالحسم ودمغها بعرقلة محادثات السلام، وقال محذرا "نحن أكثر حرصا على حل القضايا بالحوار والحوار فقط، لكن إذا ما فرض القتال علينا لا بد من ذلك ونحن لها".