أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أمس الجمعة، أن لديها «القوة الكافية» لانتزاع مدينة الرقة من تنظيم «داعش» بدعم من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، في تأكيد لرفض هذا التحالف العربي - الكردي أي دور تركي في الهجوم. وجاء هذا الإعلان في وقت تواصلت عملية «غضب الفرات» التي تقوم بها «سورية الديموقراطية» في الرقة، وسط معلومات عن سيطرتها على قرية جديدة في إطار هدفها عزل معقل «داعش» في شمال سورية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، أن «قوات سورية الديموقراطية» واصلت للشهر الخامس عمليتها «غضب الفرات»، مشيراً إلى أنها تمكنت بمساندة من قوات خاصة أميركية وطائرات التحالف الدولي من محاصرة مدينة الرقة وأجزاء من أريافها، وقطع الطرق الواصلة إلى المدينة، باستثناء الجسور المتحركة والزوارق التي يستعملها «داعش» للعبور بين ضفتي نهر الفرات للوصول إلى الرقة، موضحاً أن التنظيم نجح في الأيام الماضية في نقل نحو 230 عنصراً من الفارين من ريف حلب الشرقي إلى داخل مدينة الرقة. كما أشار إلى إدخال تعزيزات أخرى قدمت من ريف حماة الشرقي ومحافظة دير الزور (شرق سورية). في المقابل، لفت «المرصد» إلى تحضيرات تقوم بها «قوات سورية الديموقراطية» والتحالف الدولي لبدء «معركة الرقة الكبرى»، حيث استقدم التحالف العربي - الكردي «تعزيزات من مقاتلين وآليات، بالتزامن مع إدخال التحالف الدولي مئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأميركية للمشاركة في هذه المعركة». وأضاف أن ناشطيه رصدوا «مرور مئات الآليات العسكرية القادمة عبر معبر سيمالكا في الشرق والذي يربط بين الجزيرة السورية وإقليم كردستان العراق، متجهة نحو الرقة». وتحدث «المرصد» عن اشتباكات كانت تجري أمس في قرية المطب (مطب البوراشد) في الريف الشرقي لمدينة الرقة، مشيراً إلى أن هذه القرية كانت قد شهدت قبل يومين مجزرة راح ضحيتها 23 قتيلاً وعشرات الجرحى. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» سيطرت أول من أمس على منطقة الجزرات الثلاث في مسعى منها إلى «الاقتراب من مدينة الرقة» وتقليص نطاق سيطرة «داعش» في الأجزاء المحاصرة من ريف الرقة. وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» في بيان أمس، أنها تمكنت من تحرير قرية الحجاج الواقعة على محور أبو خشب غرب قرية جزرة وشرق قرية متاب في الجبهة الشرقية لمعركة الرقة وذلك ضمن «المرحلة الثالثة» من عملية «غضب الفرات». وأضافت أنها طردت «داعش» أيضاً من مزرعة الوديان في محور بير الهباه. ونقلت وكالة «رويترز» في تقرير من بيروت إن «قوات سورية الديموقراطية» أكدت الجمعة أن لديها «القوة الكافية» لانتزاع مدينة الرقة من «داعش»، وذلك بعد يوم من تلقي حملة «غضب الفرات» دفعة دعم جديدة تمثلت في وصول وحدة مدفعية تابعة لمشاة البحرية الأميركية (المارينز). وتمكنت «سورية الديموقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية وجماعات عربية، في الأيام القليلة الماضية من قطع الطريق من الرقة إلى محافظة دير الزور، وهو آخر طريق رئيسي للخروج من المدينة. وتمارس أنقرة التي يقلقها نفوذ «وحدات حماية الشعب»، ضغوطاً على واشنطن كي تشارك في الهجوم الأخير على الرقة. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» إنها استبعدت أي دور تركي خلال اجتماعات مع مسؤولين أميركيين الشهر الماضي، لكن تركيا أشارت الخميس إلى أنه لم يتخذ قرار بعد وإن التحالف بقيادة واشنطن قال إن دوراً تركياً محتملاً لا يزال محل نقاش. وقالت جيهان شيخ أحمد الناطقة باسم «قوات سورية الديموقراطية» في بيان: «عدد قواتنا الآن في تزايد وبخاصة من أهالي المنطقة ولدينا القوة الكافية لتحرير الرقة بمساندة قوات التحالف». وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» امتداداً ل «حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً منذ ثلاثة عقود ضد الحكومة التركية. وقال ناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» ل «رويترز» الخميس إنه يتوقع أن تصل القوات إلى مشارف الرقة في غضون أسابيع قليلة. وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» عملية تطويق الرقة في تشرين الثاني (نوفمبر). وقالت جيهان شيخ أحمد: «أصبحت الرقة الآن مدينة معزولة ولدينا معلومات تفيد بنقل العدو قسماً من قيادته إلى خارج المدينة كما يقوم بحفر الأنفاق تحت الأرض. ونتوقع بأنهم سيحصنون المدينة وأن التنظيم الإرهابي سيعتمد على قتال الشوارع». وتابعت: «تقدمت قواتنا تقدماً ملحوظاً خلال فترة زمنية وجيزة وتمكنت من تحرير عشرات القرى والتلال الاستراتيجية ووصلت لنهر الفرات». و «قوات سورية الديموقراطية» هي الشريك الرئيسي لواشنطن في حملتها على «داعش» في سورية. ويقدم التحالف بقيادة واشنطن دعماً جوياً وينشر قوات خاصة في سورية لمساعدة الحملة.