أثبتت دراسة عن فعالية السنة التحضيرية في الجامعات، قارنت بين المعدلات التراكمية للخريجين في مرحلة البكالوريوس قبل وبعد تطبيق البرنامج التحضيري، أن هناك فروقات إيجابية في صالح الطلاب. وأعدت الدراسة كل من وكيلة عمادة البرامج التحضيرية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة موضي العويشز وسماح قوره، بهدف التعرف على دور البرامج التحضيرية في تحسين مخرجات التعليم الجامعي وتحقيق «رؤية المملكة 2030» واتخذت من جامعة «الإمام» أنموذجاً. وطرحت الدراسة خلال جلسات اليوم الثاني (الخميس) للمؤتمر الوطني الثاني للسنة التحضيرية في الجامعات السعودية الذي تقيمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بعمادة البرامج التحضيرية تحت عنوان «تكامل أدوار السنوات التحضيرية مع متطلبات سوق العمل». وتناول محور الجلسة الصباحية الثالثة من المؤتمر، والتي ترأسها الدكتور محمد العلم، تكامل أدوار السنوات التحضيرية في الجامعات السعودية مع التعليم العام بورقة مديرة برنامج المتطلبات العامة، والبرنامج التأسيسي أستاذ التربية المشارك في جامعة قطر الدكتورة مها الهنداوي وأكدت الهنداوي في الورقة تشابه تحديات المرحلة الانتقالية «السنة التحضيرية» بين السعودية وقطر والتي تتمحور حول اختلاف بيئة الجامعة مع التعليم العام، وعدم جاهزية الطلاب، وعدم تأهيلهم وغياب الدافعية لديهم، فضلاً عن التسرب والرسوب الذي يسبب إحباطاً لدى الطلاب، والفجوة بين التنظير والتطبيق، وفقدان المهارات الكافية لأعضاء هيئة التدريس. وقالت: «لو أن الطالب يجد أستاذاً واحداً فقط يهتم به من النواحي الإنسانية، ويسأله مثلاً عن سبب تغيبه، لحد من التسرب، مشيرةً في محور الدور المتوقع من الجامعات إلى أنهم «حاولوا تعديل المناهج بما تتوافق مع القرن 21 ومناقشة أهداف المناهج وأساليب تطويرها، والتركيز على المهارات التي تنمي الإبداع بحيث يكون المنهج مصمماً على هذا الأسلوب». وتحدثت عن منهجي اللغة العربية والإنكليزية، والنظر فيما يقدم فيهما، مشددة على أهمية مقرر «السيمنار» ودوره الإيجابي في، إذ إن نتائج الطلاب أفضل عند اجتيازهم لمقرر «السيمنار» مقارنة بغيرهم ممن لمن يدرسوا هذا المقرر. من جانبه، أشار المشرف على وحدة البحوث والملتقيات في معهد الملك عبد الله للترجمة والتعريب في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عمر شيخ الشباب في ورقته «دور برامج السنة التحضيرية في توطين المعرفة وتعريب التعليم العالي» إلى توافق الأهداف الأساسية لبرامج السنة التحضيرية مع «رؤية المملكة 2030» وخطة «آفاق 1450» لوزارة التعليم في نواح عدة، مؤكداً أن برامج السنة التحضيرية تساعد على توطين المعرفة وتعريب التعليم الجامعي وهما العمودان اللذان يحافظان على النزاهة والهوية للجامعة السعودية، مبدداً الوهم السائد الذي يرى أن التعريب يؤدي إلى ضعف في التحصيل ونقص النشاط البحثي. فيما أظهرت نتائج دراسة الأستاذ المساعد في جامعة حائل الدكتورة تسنيم الخطيب التي تحت عنوان «دور المناهج الدراسية لمهارات تطوير الذات في دعم قيم المواطنة الأخلاقية بين طلاب السنة التحضيرية بجامعة حائل في السعودية» أن مجالات القيم الأخلاقية وتحمل المسؤولية والأمن الفكري كانت بدرجة كبيرة، أما مجال الحقوق والقوانين جاءت بدرجة متوسطة. وأوضحت الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير الجنس والعمر، والمقررات الدراسية على جميع مجالات الدراسة، كذلك عدم وجود فروق تبعاً لمتغير المسار التعليمي في جميع مجالات الدراسة، باستثناء مجال الحقوق والقوانين، ولصالح طلاب مسار كلية الطب، مقارنة بمسار العلوم والمسار الإنساني. أما عن آليات التكامل الإداري والأكاديمي بين عمادة البرامج التحضيرية والأقسام العلمية في جامعة الإمام فكشفت الدراسة التي قامت بها في هذا الإطار الأستاذ المشارك في كلية العلوم الاجتماعية الدكتورة فاطمة البشر عن وجود معوقات التكامل الإداري والأكاديمي بين عمادة البرامج التحضيرية، والأقسام العملية بدرجة كبيرة، مبينة أن التكامل إجرائياً هو تكامل العمل من حيث التخطيط والتنظيم والمتابعة والتنسيق والتقويم في الجوانب الإدارية والأكاديمية بين الأقسام العلمية وعمادة التحضيرية. وأشارت البشر إلى أن عينات الدراسة تؤيد بشدة الآليات المقترحة لتحقيق التكامل المنشود، موصية بضرورة تطوير هذه الآليات للوصول إلى مرحلة التكامل الإداري والأكاديمي بين عمادة البرامج التحضيرية، والأقسام العلمية بصورة مرضية وفعالة. واختتمت الجلسة بورقة الأستاذ المساعد والمستشارة في عمادة التطوير والجودة في جامعة بيشة الدكتورة هالة فوزي عيد بعنوان «دور السنة التحضيرية في تهيئة مخرجات التعليم العام لتلبية متطلبات التعليم الجامعي»، والتي استعرضت فيها أهداف الدراسة وأبرزها التعرف على متطلبات التعليم الجامعي، وإلقاء الضوء على واقع مخرجات التعليم العام، ومدى كفايتها لتلبية تلك المتطلبات، إلى جانب إسهامات السنة التحضيرية في تعزيز الحصيلة المعرفية والمهارية للطلاب، وتلبية متطلبات التعليم الجامعي، وإبراز المنظومة التكاملية ما بين السنة التحضيرية والتعليم العام والجامعي، وخلصت الدراسة إلى وجود أثر لبرامج السنة التحضيرية في تلبية متطلبات التعليم الجامعي.