برز دور «مركز إحياء التراث العلمي العربي» في جامعة بغداد منذ تأسيسه عام 1997، إذ اعتبر أحد مراكز البحوث القليلة عربياً، لجهة تخصصه بإحياء التراث العلمي للعرب. وحينها، حدّد المركز كثيراً من الأهداف، منها: - بعث التراث العلمي العربي من طريق تحقيق المخطوطات والرسائل العلمية ونشرها، والعمل على ترجمة أمهات المراجع والبحوث المنشورة، وإتاحتها للباحثين والمهتمين بشؤون التراث، وتعضيد حركة إحياء التراث ثقافياً ومادياً. - تجميع التراث العلمي العربي في مكتبة متخصصة تضمّ المخطوطات والرسائل (المنشورة وغير المنشورة)، إضافة الى الكتب والدراسات. - الاتصال بالمراكز العلمية والمتاحف والجامعات والمكتبات المهتمة بالتراث العربي، والاستفادة مما تحتفظ به من مخطوطات، والتفاعل مع خبراتها في التعامل مع التراث العربي العلمي، ودعوة مستشرقين متخصصين في هذا الشأن، للاستفادة من خبراتهم فيه. - عقد مؤتمرات للعمل على ربط التراث العلمي العربي بالواقع العلمي المعاصر، وكشف الإبداعات العلمية للعلماء العرب، وأثرها في التطوّر الذي شهدته أوروبا علمياً في العصر الحديث. حراك لحماية الذاكرة ويحرص المركز على التعريف بالذاكرة العربية في مجال الإبداع علمياً، ويحفز على استيعاب هذا التراث والعمل على توظيفه في حياتنا العلمية النظرية والتطبيقية. وفعلاً، عقد المركز عدداً من الندوات العلمية والحلقات الدراسية والمواسم الثقافية ودورات التعليم المستمر، ومنها: ندوة تصنيف العلوم عند العرب (1994)، التي شارك فيها «اتحاد مجالس البحث العلمي العربية». وتركّزت محاورها على التصنيف والتقسيم تاريخياً، التعريف بمصادر العلوم عند العرب، وفضل العرب في تصنيف العلوم. الندوة العلمية الرابعة عن الأعشاب والنباتات الطبية (1994) بالتعاون مع «اتحاد مجالس البحث العلمي العربية» و«الجمعية العراقية لتاريخ الطب» و«مركز طب الأعشاب». ندوة عن الصناعة في التراث (2002)، التي تناولت الأسلحة في التراث القديم، وطُرُق العرب قديماً في صنع السيوف والرماح والسهام والتروس والدرق والسكاكين والخناجر والسفن والنفاطات والمرايا المحرقة والمدفع والبارود وغيرها. ندوة عن الأدوية والعقاقير بين التراث والمعاصرة (2003). ندوات حول مساهمة العرب في علوم الجغرافيا والخرائط والفيزياء والبيئة وتصميم المباني، المخطوطات وعلومها وغيرها. ورعى المركز عدداً من معارض التراث المتخصصة، مثل «معرض إشراقة الطب العربي» (1986)، و«معرض أدوات التشريح والجراحة في الطب العربي» (1987)، و«معرض النقود العربية» (1989)، و«معرض المخطوطات العلمية» (1989)، و«معرض مخطوطات تواريخ بغداد» (1990). وقد أطلق المركز برنامجاً للدراسات العليا منذ عام 1980، يركّز على دراسة المخطوطات وتحقيق النصوص، كما يدرّب الطلاب على قراءة الخطوط وأصول التحقيق، ويمنح الخريج شهادة الدبلوم العالي في تحقيق النصوص. وأخيراً، يشار إلى أن المركز يحتفظ بمجموعة قيمة من المخطوطات العربية المصورة في علوم الطب والرياضيات والفلك والكيمياء. وجُمعت هذه الصور من مكتبات في مكتبات فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا ومصر، إضافة إلى بعض مكتبات العراق.