نجح فرنسوا فيون في إلزام حزب «الجمهوريين» اليميني الذي ينتمي اليه بدعم ترشيحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية، بعدما تمسك بتعنته وإصراره على رفض كل الدعوات التي وجهت اليه للانسحاب بعدما استدعاه القضاء لتوجيه اتهامات اليه في ملف الوظائف الوهمية التي شغلتها زوجته وولداه، ومنحتهم أموالاً بالملايين. في المقابل، كشفت مجلة «لوكانار انشينيه» أن فيون حصل عام 2013 على قرض قيمته 50 الف يورو من رجل الأعمال مارك لادريت دي لاشاريار، ثم سدده بالكامل، وفق محاميه انتونان ليفي. وتعهد حلفاء الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في الحزب اثر اجتماع عقدوه أمس، تأييد ترشيح فيون والمشاركة بنشاط في حملته، وإنهاء المساعي الهادفة الى استبداله بمرشح آخر. وقال الوزير السابق بريس اورتوفو الذي ترأس الاجتماع: «قرارنا واقعي ومسؤول، إذ يجب أن نتجاوز مشاعرنا ونلتف حول مرشح أسرتنا»، ما يشكل تحولاً لافتاً خصوصاً أن هؤلاء السياسيين كانوا طالبوا، في حضور ساركوزي أمس، فيون «بتحمل مسؤولياته واختيار مرشح بدلاً منه». لكن الوزيرة السابقة نادين مورانو التي حضرت اجتماع حلفاء ساركوزي، دعت الى الحذر والإبقاء على احتمال ترشيح الوزير السابق فرنسوا باروان الذي تم تداول اسمه بعد تأكيد رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه رفضه الترشح. وكانت اللجنة السياسية لحزب «الجمهوريين» أكدت إثر اجتماع عقدته في حضور فيون رفضها اختيار أي مرشح بديل. وهي اقتنعت بحجج فيون الخاصة بتحقيقه فوزاً ساحقاً في الانتخابات التمهيدية، ومشاركة حشد كبير في تظاهرة التأييد التي نظمتها حملته الأحد الماضي. كما استفاد في شكل رئيسي من الأحقاد والانقسامات الحزبية الداخلية، التي منعت اتفاق «الجمهوريين» على مرشح بديل له. ويواجه فيون الآن تحدي بذل جهد بالغ لإنجاح حملته، وكسب أصوات الناخبين بعد تراجع تأييده الى نحو 18 في المئة، وكشف استطلاعات للرأي أن التنافس في الدورة الثانية الحاسمة سينحصر بين مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن والمرشح الوسطي ايمانويل ماكرون. وقال برونو روتايو، منسق حملة فيون: «طويت الصفحة، وحان وقت الحوار بين فيون والشعب»، متعهداً بخطاب تعبوي يجمع اليمين والوسط»، فيما كشف عضو في فريقه أن محادثات مصالحة ستبدأ مع حزب اتحاد الديموقراطيين والمستقلين الوسطي الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه سيسحب دعمه لفيون و «الجمهوريين». ودعا رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، وهو سياسي يميني، الى الوحدة، محذراً من أن «الفشل سيفتح أبواب السلطة أمام لوبن التي يخشى المستثمرون فوزها بالرئاسة لأنها تريد سحب فرنسا من منطقة اليورو. وصرح زعيم كتلة اليمين البرلمانية كريستيان جاكوب بأن «الشعار المحوري الآن بات الوحدة والتجمع»، مضيفاً: «قررنا معاودة إطلاق الحملة بزخم لأن التعبئة هي الوسيلة الوحيدة للفوز بالانتخابات الرئاسية». وخارج معسكر «الجمهوريين»، أكد المرشح الاشتراكي بونوا آمون الذي يواجه صعوبة في فرض برنامجه: «من الرجعي جداً لديموقراطية الا تخوض حملة إلا حول مشاكل فيون». أما الناطق باسم حملة مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون فأسف «لكل هذا الضجيج الذي يعرقل وضوح النقاش، والوقت ينفد لمناقشة مشروع آخر».