توالت الاستقالات من حملة مرشح اليمين للرئاسة الفرنسية فرنسوا فيون بسبب إصراره على المضي في ترشيحه، على رغم استدعاء تلقاه للاستماع الى اقواله في قضية «بنيلوب غيت»، وهو ما يضعه في حالة عزلة داخل اسرته السياسية ويعقّد امكانية مواصلته لحملته الانتخابية. ومن ابرز الاستقالات التي اعلنت امس، استقالة الناطق باسم حملة فيون الانتخابية تييري سولير واستقالة الوزيرة السابقة نادين مورانو المقربة من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وواكب هذه الاستقالات تحرك يبدو عفوياً وتمثل بإقدام العديد من النواب ورؤوساء البلديات اليمينية على ملء بيانات تؤيد ترشيح رئيس الوزراء السابق ألان جوبيه للرئاسة بهدف تقديمها الى المجلس الدستوري في حال عدول فيون، مخيّراً أم مسيّرًا، عن ترشيحه. وعلى رغم خطورة ما يحصل في محيطه الضيق والانحسار الفادح في نسبة مؤيديه، ابدى فيون اصراراً يمكن وصفه بالأرعن، على المضي في ترشيحه ووصف نفسه خلال مهرجان اقامه في مدينة نيم بأنه «مقاتل» لن يتخاذل ولن يكترث للذين يطالبونه بالأنسحاب وإنما يحتكم للشعب الفرنسي. ويذكر ان حملة فيون انحرفت الى هذا المنحى الدراماتيكي كون الاستدعاء الذي تلقاه قد يؤدي لوضعه قيد التحقيق في قضية الوظائف التي يعتقد انها وهمية لزوجته بنيلوب واثنين من اولاده ويهدد بخروجه من السباق الرئاسي في الدورة الأولى في 27 نيسان (ابريل) المقبل. وتمسك فيون منذ بداية القضية بكون ترشيحه يستمد شرعيته من الانتخابات التمهيدية لحزبه الجمهوري التي حقق خلالها فوزاً ساحقاً وان ما حصل من تطورات قضائية هو مؤامرة و «اغتيال سياسي» يستهدف من ادلوا بأصواتهم لمصلحته. ومن هذا المنطلق دعا فيون انصاره للتظاهر غداً (الأحد) في باريس للتنديد بما يصفه بتدخل القضاء لتقويض حملته وهو ما لا يلقى استحسان العديدين في اوساط اليمين الفرنسي. وفيما اكتفى جوبيه الذي كان حل ثانياً في الانتخابات التمهيدية بالتعبير عن جاهزيته لخوض المعركة، لزم الرئيس السابق نيكولا ساكوزي الصمت حيال المستجدات لكنه ليس خافياً ان مساعي حثيثة تبذل في الكواليس للالتفاف على فيون والحؤول دون نحره لأسرته السياسية. وتندرج في هذا الإطار البيانات التي تجمع تأييداً لترشيح جوبيه وتقابلها مطالبة مؤيدي ساكوزي الذي اعترض حتى الآن بإصرار على هذا الاحتمال بالالتفاف حول ترشيح محتمل للوزير السابق فرنسوا باروان. وبانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات بين اركان اليمين من توافق او اختلاف، افاد استطلاع اجراه معهد بأن جوبيه في حال ترشيحه سيبقى في المعركة حتى الدورة الثانية من الانتخابات بحصوله على نسبة 26 في المئة من الأصوات.