سلم فصيل تابع ل «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، قرى قرب مدينة الباب إلى القوات النظامية السورية لتجنب المواجهة مع فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي، في وقت اقتربت «قوات سورية» من عزل الرقة معقل «داعش» شرق سورية من ثلاث جهات. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي في الريف الشرقي لمدينة الرقة وقطعت الطريق الواصل بين مدينتي الرقة ودير الزور شرق منطقة الجزرة الواقعة في أقصى الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة عند المنطقة الفاصلة بينها وبين منطقة الكبر، ما يعني «إتمام عملية «غضب الفرات» التي تقودها قوات سورية الديموقراطية لشهرها الرابع على التوالي». وترافقت عملية التقدم مع قصف مكثف وغارات نفذتها طائرات التحالف الدولي مستهدفة مناطق سيطرة التنظيم ومواقعه خلال تقدم هذه القوات نحو الطريق، كما يأتي هذا التقدم في إطار منع وصول إمدادات من دير الزور نحو الرقة معقل «داعش» في سورية تمهيداً للهجوم على المدينة والسيطرة عليها وطرد التنظيم منها. إلى ذلك، سلمت فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن عدداً من القرى التي تسيطر عليها في شمال سورية إلى قوات النظام، في خطوة تهدف إلى تجنب المواجهة مع القوات التركية، وفق ما أكد ناطق باسم هذه الفصائل لوكالة فرانس برس الثلثاء. وقال الناطق باسم «مجلس منبج العسكري» المنضوي في إطار «قوات سورية الديموقراطية» شرفان درويش، أمس: «تم تسليم بعض القرى والنقاط الواقعة في الجهة الغربية لبلدة العريمة إلى قوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري» في ريف حلب الشرقي. وأوضح أن هدف ذلك «الحد من التمدد التركي واحتلالها الأراضي السورية (...) وتجنب إراقة دماء المدنيين». وتأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوع من إعلان «مجلس منبج العسكري» قراره «تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات... إلى قوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية» بناء على اتفاق مع روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري. وجاء إعلان هذا القرار المفاجئ والأول من نوعه لجهة تسليم مناطق إلى قوات النظام، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت الأسبوع الماضي إثر هجوم بدأته القوات التركية والفصائل القريبة منها في عملية «درع الفرات» على مناطق سيطرة «مجلس منبج العسكري» شرق مدينة الباب. والقرى المعنية، وفق البيان، تقع غرب مدينة منبج القريبة من الحدود التركية وهي «محاذية لمنطقة الباب» التي سيطرت عليها قوات «درع الفرات» في 23 شباط (فبراير) بعد طرد المتطرفين منها. ورفض درويش الخوض في تفاصيل أكثر حول عملية التسليم لكن «المرصد السوري» أوضح أن عملية التسليم تمت الاثنين وشملت نحو عشر قرى. ووصف مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن عملية التسليم بأنها «شكلية»، متحدثاً عن «ارتداء عناصر من مجلس منبج العسكري زي قوات النظام ورفعهم الأعلام السورية لمنع الاحتكاك مع الأتراك». ولم يأت الإعلام السوري الرسمي على ذكر أي تفاصيل في شأن هذه العملية. وبدأت تركيا التي تصنف المقاتلين الأكراد ب «الإرهابيين» مع فصائل سورية معارضة هجوماً غير مسبوق في شمال سورية في آب (أغسطس) لطرد المتطرفين وكذلك الأكراد من المنطقة الحدودية. وبعد سيطرتها على مدينة الباب، حاولت هذه القوات الأربعاء التقدم شرقاً نحو منبج. وهددت أنقرة الخميس بضرب المقاتلين الأكراد الذين يحظون بدعم واشنطن، في حال لم ينسحبوا من منبج. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً أنه بعد الباب، تنوي قواته التوجه إلى منبج، ومنها إلى الرقة (شمال)، المعقل الأبرز للمتطرفين في سورية، مستبعداً أي مشاركة للأكراد. وتتقدم «قوات سورية الديموقراطية» نحو الرقة، وترفض أي مشاركة لتركيا في المعركة. لكن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال الإثنين أن بلاده لن تشن أي هجوم للسيطرة على منبج من دون تنسيق مع واشنطن وموسكو الداعمة دمشق. وأعلن البنتاغون الإثنين نشر عسكريين أميركيين قرب منبج رافعين العلم الأميركي على آلياتهم تفادياً لوقوع معارك بين مختلف القوات الموجودة في المنطقة. وقال الناطق باسم البنتاغون جيف ديفيس: «نشرنا قوات إضافية في مهمة هدفها الطمأنة والردع»، موضحاً «نريد ثني الأطراف عن مهاجمة أي عدو آخر غير تنظيم داعش».