أثارت تصريحات نُسبت إلى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أكد فيها عدم ممانعة أنقرة سيطرة الجيش السوري على مدينة منبج، لغطاً أمس، إذ إنها تشير إلى إمكان قبول «الأمر الواقع» المستجد في شمال سورية والمتمثّل في انتشار قوات تابعة لحكومة دمشق في مناطق التماس بين «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً وفصائل «درع الفرات» المدعومة تركياً. تزامن ذلك مع معاودة تحالف «سورية الديموقراطية» الكردي- العربي إطلاق «عملية غضب الفرات» الهادفة إلى عزل مدينة الرقة، معقل «داعش» في شمال سورية، بعد توقف دام أسبوعاً، في ظل مخاوف من لجوء التنظيم المتشدد إلى تفجير سد الطبقة على نهر الفرات، ما يهدد بكارثة قد تُغرق عشرات القرى والمزارع على ضفاف النهر لا سيما في محافظة الرقة (للمزيد). ونشرت محطة «روسيا اليوم» وموقع «سبوتنيك» الروسي والعديد من المواقع الإخبارية تصريحات لافتة لبن علي يلدريم تتعلق بالوضع في مدينة منبج، التي كررت أنقرة مراراً أنها ستكون الهدف المقبل لفصائل «درع الفرات» بعد سيطرتها على مدينة الباب القريبة وطرد تنظيم «داعش» منها. وقال يلدريم أمام تجمّع بمدينة سينوب (شمال تركيا) أمس: «لا ننظر كتطور سلبي إلى دخول الجيش السوري لمنبج وخروج وحدات الأكراد السوريين من المدينة، فالأراضي السورية يجب أن تكون للسوريين»، معتبراً منبج «مفتاحية» لحل الأزمة السورية. وكانت هيئة الأركان الروسية أعلنت الجمعة أنه «وفقاً للاتفاقات التي تم التوصل إليها بمساعدة قيادة القوات الروسية في سورية، سيتم إدخال وحدات من القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية بدءاً من 3 آذار (مارس) إلى الأراضي التي تسيطر عليها وحدات الدفاع الكردية» في منبج. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية وصول قوات سورية وروسية إلى منبج التي يسيطر عليها فصيل «مجلس منبج العسكري» المنضوي في تحالف «سورية الديموقراطية». وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن قوات أميركية حُوّلت من الرقة إلى منبج لطمأنة القوات المحلية التي تسيطر على المدينة بعدما شنّت فصائل «درع الفرات» هجمات للتقدم في اتجاهها من جهة الباب. وعلى رغم الضجة الواسعة التي أثارها كلام يلدريم عن منبج، لوحظ أن تصريحاته لم تنقلها وكالة الأناضول التركية ولا المواقع الرسمية الأخرى حتى مساء أمس. في غضون ذلك، تواصلت حركة النزوح الواسعة للمدنيين من ريف حلب الشرقي حيث تدور مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية السورية وتنظيم «داعش». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن تقرير أصدره مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن حوالى 66 ألف شخص نزحوا جراء المعارك الأخيرة ضد «داعش» في محافظة حلب. ويتضمن هذا العدد «حوالى 40 ألفاً من مدينة الباب وبلدة تادف المجاورة، إضافة إلى 26 ألفاً من شرق الباب». إلى ذلك، عاودت «قوات سورية الديموقراطية» تحريك عملية «غضب الفرات» بعد توقفها أسبوعاً، وأعلنت تقدمها نحو معقل «داعش» في مدينة الرقة، وسط مخاوف من لجوء التنظيم إلى تفجير سد الطبقة على نهر الفرات، ما يهدد بإغراق عشرات القرى في محافظة الرقة. وأفادت «فرانس برس» بأن المزارعين السوريين المقيمين على ضفاف نهر الفرات يخشون أن يقدم «داعش» على تفجير سد الطبقة دفاعاً عن معقله الأبرز في سورية، في «سيناريو كارثي» من شأنه أن يهدد عشرات القرى والمزارع بالغرق.