نالت طبيبة سعودية في مستشفى ماساتشوستس لدى جامعة هارفرد الطبية، تكريماً في حفلة نظمتها جمعية القناصل في نيويورك الخميس الماضي، بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة»، بعد إنجازاتها في مجال أمراض القلب التداخلي والأوعية الدموية. وشاركت في الحدث 18 دولة، من ضمنها السعودية، ممثلةً بقنصليتها العامة في نيويورك، وكُرّمت فيه 18 امرأة. وقالت الدكتورة السعودية رشا البواردي، في كلمتها خلال الحفلة: «إنه شرف كبير لي أن أكون موجودة معكم هنا، محاطة بكل هؤلاء السيدات الناجحات والملهمات»، ووجهت شكرها إلى بلادها، قائلة: «أود أن شكر الحكومة السعودية وبرنامج خادم الحرمين للابتعاث، على دعمهما في منح سيدات مثلي فرصة نيل التعليم الذي يرغبن فيه في الخارج». وأوضحت البواردي أثناء استضافتها في لقاء مع برناج «تفاعلكم» على قناة «العربية»، أن ما أشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أنها خريجة من جامعة هارفرد غير صحيح، وأنها لا تزال تتابع دراستها فيها في تخصص قسطرة القلب والشرايين، وستتخرج قريباً. واستعرضت طالبة «هارفرد» رحلة تعليمها، الذي بدأ بنيلها شهادة البكالوريوس من جامعة جورج واشنطن في الولاياتالمتحدة الأميركية، بعدها حصلت على الماجستير في تخصص علم الجينوم من الجامعة نفسها، ثم دخلت في تخصص التعليم الطبي، لتكمل مشوارها في التعليم والتدريب في مستشفيات أميركية. وأضافت أنها أنهت تخصص «القلب» في «هارفرد»، وتخصصها الحالي هو «قسطرة القلب والشرايين»، وستتابع بعده في مجال «تغيير صمامات القلب من دون فتح جراحي». ولدى سؤالها عن سر نجاحها، قالت إن تشجيع أسرتها ودعم الحكومة السعودية هما العاملان الأبرز في تفوقها، إذ إن لديها شقيقاً يدرس القانون في الجامعة نفسها، وآخر يعمل طبيباً في واحد من أشهر مستشفيات العالم، مبينة أنها وصلت إلى ما تطلعت إليه من قبل، وتطمح إلى المزيد. وأشارت البواردي إلى أن المملكة متقدمة في مجال أمراض وجراحات القلب، ولا سيما في ما يتعلق بالصمامات، وأنها ليست الطبيبة السعودية الوحيدة في هذا التخصص، إذ سبقتها فيه سعوديات، منهن استشارية أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة في جدة الدكتورة ميرفت الأصنج، الحائزة شهادة الدكتوراه والبورد العربي في أمراض الباطنية. وذكرت البواردي أيضاً اسم رائدة جراحة قلب الأطفال في المملكة الدكتورة هويدا القثامي، التي عدتها «نموذجاً لنجاح المرأة العربية»، فالطبيبة التي تتولى رئاسة قسم جراحة القلب للعيوب الخلقية في مركز الأمير سلطان لجراحة القلب في الرياض، اختارت أن تسير في طريق صعب لم تسبقها إليه امرأة عربية أخرى، إذ تخصصت في الجراحة أولاً، ثم في جراحات قلب الأطفال، وخصوصاً المعقدة منها، لتصبح أول جرّاحة قلب عربية تدخل ضمن أشهر 50 شخصية على مستوى العالم في هذا المجال. والقثامي التي استحدثت أسلوباً جراحياً، هو ربط الشريان الرئوي للأطفال الذين يعانون عيوباً خلقية في القلب، وتميزت في جراحات قلب الرضع والخدج، وهو تخصص فائق الصعوبة، أكدت في حوار سابق مع «الحياة» في العام 2010 أنها أجرت أربعة آلاف جراحة حتى الآن، ولا تخاف الفشل ولا تعرفه، مشيرة إلى أن الجراحات الأكثر شيوعاً في القلب هي علاج الثقوب بأنواعها ورباعي فالوب، وانعكاس الشرايين القلبية أو انعكاس الأوردة الرئوية.