كشف رئيس قسم جراحة القلب بمركز الأمير سلطان للقوات المسلحة بالرياض الرئيس العام للسجل الوطني للعيوب الخلقية في القلب بالمملكة الدكتورة هويدا بنت عبيد القثامي عن ان هيئة التخصصات الطبية السعودية بصدد الانتهاء من الاعتراف ببرنامج الزمالة السعودية في جراحة القلب مما يعني تزايد عدد الأطباء في ذات التخصص لتخفيف العبء على الأطباء الممارسين لهذا التخصص النادر، غير ان الدكتورة هويدا لم تفصح عن الوقت المحدد لهذا الاعتراف مكتفية بالتلميح انه "قريباً" . ونبهت إلى خطورة غياب الإحصاءات لعدم وجود معلومات محددة عن عدد المصابين بالعيوب الخلقية في القلب في اغلب المستشفيات، لافته بأن مشروع السجل الوطني للعيوب الخلقية بالمملكة بدأ منذ عدة سنوات لرصد عدد الحالات، متمنية بأن ينظم لهذا السجل كل المستشفيات الطبية والمراكز التي تعالج العيوب الخلقية بالمملكة . وذكرت أن أكثر العيوب الخلقية للقلب التي يتم لها إجراء عمليات جراحية لها في السعودية هي ثقوب القلب ورباعي الفالوت الذي يحوي أربعة عيوب خلقية دفعة واحدة، وكذلك انعكاس الشرايين والأوردة الرئوية التي قد يصاحبها عيوب أخرى في اليدين أو الظهر أو الرئتين أو العينين. جاء ذلك خلال لقائها مع عدد من الإعلاميين مساء أمس الأول بعد الاجتماع الشهري لجمعية الظهران لعلوم الأرض DGS وكانت الدكتورة هويدا القثامي المتحدث الرسمي بفندق المرديان بالخبر . ونفت القثامي خلال حديثها ربط العيوب الخلقية بالأسباب الوراثية، مبينة بإمكانية إصابة أكثر من طفل في العائلة الواحدة، مشيرة إلى أن نسبة المصابين بالعيوب الخلقية في القلب بالمملكة حوالي 1 في المائة لكل المواليد متساوية مع النسب العالمية . وأبانت أن هناك نوعين من الثقوب في القلب منها ما يكتمل وتقفل مع نمو الطفل من دون أي تدخل جراحي وأخرى لابد من التدخل الجراحي أو القسطرة من أجل إقفالها، محذرة من المصاعب التي تواجه المصابين من الأطفال في المناطق النائية التي تفتقد لمراكز تعني بعلاج مثل هذه الحالات، وبررت تحذيرها بأن الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية يواجهون جملة من المصاعب قبل وصولهم للمستشفيات تتمثل في عدم توفر مراكز القلب بجوار الأسر التي لديها طفل مصاب وقلة ثقافة الأسرة بخطورة الأمراض القلبية وخاصة في الهجر والبادية، مما قد يسبب لهم أمراض ومضاعفات تكون عبئا على الطفل والأسرة لاحقا، مستدركة بأن الحل هو التثقيف الصحي وتوعية الأهالي بالكشف المبكر لمعرفة الآثار التي تبين وجود عيب خلقي في قلب الطفل من خلال زرقة على وجه الطفل أو التعرق أو تعب خلال الرضاعة أو نبضات للقلب الطفل غير الطبيعية . وأقرت بقلة عدد المتخصصين في مجال جراحة العيوب القلب الخلقية والأطفال، مبينة أن عددهم في المملكة لا يتجاوز الثمانية استشاريين، موضحة بأنه تخصص نادر على مستوى العالم باعتبار من الجراحات المعقدة والدقيقة وغير المربحة، ناصحة الجيل الصاعد بأن يتوجهوا بعملهم لله تعالى في تخصصاتهم لمساعدة الناس المحتاجين لمثل تلك العمليات.