حذرت رئيس قسم جراحة القلب في مركز «الأمير سلطان لمعاجلة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة» في الرياض الرئيس العام للسجل الوطني للعيوب الخلقية للقلب الدكتورة هويدا القثامي، من «تزايد حالات الوفيات لدى الأطفال ذوي العيوب الخلقية في القلب، إذا ما أهملوا من دون مراجعة المستشفيات المتخصصة». وبررت تحذيرها بأن هؤلاء الأطفال «يواجهون جملة من المصاعب قبل وصولهم إلى المستشفيات، تتمثل في عدم توفر مراكز القلب بجوار الأسر التي لديها طفل مُصاب، وقلة ثقافة الأسرة بخطورة الأمراض القلبية، وبخاصة في الهجر والبادية، ما قد يسبب لهم أمراض ومضاعفات تكون عبئاً على الطفل والأسرة لاحقاً». وأقرت القثامي، بقلة عدد المتخصصين في مجال جراحة العيوب القلب الخلقية والأطفال، مبينة أن عددهم في المملكة «لا يتجاوز ثمانية مختصين»، مستدركة أنه «تخصص نادر على مستوى العالم، باعتباره من الجراحات المعقدة والدقيقة وغير المربحة»، ناصحة الجيل الصاعد بأن «يتوجهوا بعملهم لله تعالى في تخصصاتهم لمساعدة الناس المحتاجين إلى مثل تلك العمليات». ولفتت خلال الاجتماع الشهري لجمعية «الظهران لعلوم الأرض»، التي كانت القثامي المتحدث الرسمي فيه، إلى أن مركز الأمير سلطان للقوات المسلحة، بصدد عقد اتفاق مع الهيئة السعودية للتخصصات الطبية، لاعتماد درجة الزمالة في تخصص جراحة القلب للعيوب الخلقية، وتطبيقه قريباً، ما يؤدي إلى «تزايد عدد الأطباء في هذا التخصص، لتخفيف العبء على الأطباء الممارسين لهذا التخصص النادر». ونبهت إلى خطورة غياب الإحصاءات «لعدم وجود معلومات محددة عن عدد المصابين بالعيوب الخلقية في القلب»، مؤكدة أنهم بدؤوا في السجل الوطني لمرضى القلب في رصد عدد الحالات، مستبعدة الانتهاء منه في الفترة القريبة «لتوزعه على جميع مستشفيات المملكة». ونفت القثامي، أن تكون أسباب العيوب الخلقية «وراثية»، مرجحة أن «يكون في العائلة الواحدة أكثر من شخص مصاب بها، لكنه تشابه من دون الوراثة»، مشيرة إلى أن نسبة المصابين بالعيوب الخلقية في القلب في المملكة «لا تتجاوز واحد من كل ألف نسمة»، منوهة إلى أن هذه النسبة «تتماشى مع نسبة المصابين في العالم بالمرض ذاته». وأكدت أن أكثر العيوب الخلقية في القلب التي يتم إجراء عمليات جراحية لها في السعودية، هي «ثقوب القلب، ورباعي الفلوت، الذي يحوي أربعة عيوب خلقية دفعة واحدة، وكذلك انعكاس الشرايين والأوردة الرئوية التي قد يصاحبها عيوب أخرى في اليدين، أو الظهر، أو الرئتين، أو العينين». وأكدت على «مراجعة المستشفيات المتخصصة في حال ملاحظة زرقة على وجه الطفل، أو التعرق، أو التعب خلال الرضاعة، أو ان تكون نبضات قلب الطفل غير طبيعية، إنقاذاً للقلب والرئتين، وحتى لا يصاب بضغط عال، يجعل حياته في خطر، أو قد يتأثر في نموه، ما يمتد معه في قدرته على التفكير، وبالتالي تأخره في الدراسة». يُشار إلى أن الدكتورة هويدا القثامي أول طبيبة لجراحة القلب للعيوب الخلقية في الشرق الأوسط، وأول من ابتكر إجراء عملية ربط الشريان الرئوي للأطفال المصابين بعيوب خلقية، والثانية على مستوى العالم، وواحدة من ضمن 50 من مشاهير العالم، وتقلدت وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة.