بحث البنك الإسلامي للتنمية، مع وفد من ثلاثة بنوك روسية كبرى، إمكانات الشراكة والتعاون لنقل صناعة ومنتجات المصرفية الإسلامية وتطبيقاتها العملية إلى روسيا الاتحادية. وثمّن رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور بندر حجار، لدى استقباله الوفد الروسي، برئاسة نائب محافظ البنك المركزي الروسي ألكسندر تورشين، بمقر البنك في جدة، تطور علاقات التعاون القائم بين مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وروسيا الاتحادية، مؤكداً أن ما لمسه البنك لدى الحكومة الروسية والبنك المركزي الروسي من رغبة حقيقية في تهيئة الأجواء الملائمة للمصرفية الإسلامية لدخول روسيا، يشجّع على المضي قُدماً في هذا التعاون المثمر، مشيراً إلى استعداد البنك الإسلامي للتنمية للمساهمة في بناء القدرات، وتقديم المنح الدراسية من أجل تأهيل الكفاءات الوطنية الروسية، وإعدادها للعمل في مجال صناعة الخدمات المصرفية الإسلامية. وأكد نائب محافظ البنك المركزي الروسي رغبة البنك المركزي، الذي يشرف على جميع الأنشطة المالية في روسيا الاتحادية، في تعزيز علاقات الشراكة والتعاون القائمة مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، لافتاً إلى أن خريطة الطريق التي اعتمدتها مجموعة العمل المشتركة المكونة من البنوك الروسية لتطوير الشراكة المصرفية والخدمات المالية في روسيا الاتحادية للعامين 2016-2017، تضمنت العمل من أجل تطوير علاقات التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية، بما فيها مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وتطبيق مشاريع وبرامج تجريبية في هذا الإطار. وأشار إلى أن من أولويات الوفد الروسي التعرف على أنواع التمويل الإسلامي، ومقارنتها بالنظام البنكي التقليدي القائم، لتكوين فهم أفضل لهذا النوع الجديد من التمويل، وتسهيل عملية تطوير الشراكة المصرفية مع السلطات التشريعية في البنوك الروسية. وتوجّه تورشين بالشكر لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، لتوقيعها في أيار (مايو) 2016، في مدينة قازان بروسيا الاتحادية، أربع مذكرات تفاهم مهمة لتنسيق الجهود وتعزيز التعاون والشراكة بين البنك الإسلامي للتنمية وكل من البنك المركزي الروسي، والبنك الروسي للتنمية، والتعاون الدولي، وبنك سبير الروسي، وبنك تات فوند، مُفيداً بأن الهدف من زيارتهم الحالية لمقر البنك الإسلامي للتنمية هو التعرف على المصرفية الإسلامية وبرامج التدريب التي يقدمها البنك، ومحاولة الاستفادة من خبرات، وتجارب البنك العملية في مجال التطبيقات المتعددة للمصرفية الإسلامية. ومن المقرر أن تتواصل اجتماعات اللجان الفنية المتخصصة من البنك الإسلامي للتنمية مع الوفد الروسي حتى يوم غد، وذلك لبحث كيفية تحويل الجوانب التي تم التفاهم حولها إلى برامج عملية وخطة عمل مشتركة ليتم الشروع في تنفيذها وفق ما جاء في مذكرات التفاهم الموقعة بين الطرفين. كما أنه من المتوقع أن يشمل التعاون قطاعات التدريب وبناء القدرات المؤسسية والتمويل الإسلامي، وسبل تعزيز التبادل التجاري بين روسيا والدول الأعضاء في البنك، ودعم وتطوير القطاع الخاص، والتعاون في مجال دراسات وأبحاث صناعة الخدمات المالية الإسلامية، إضافة إلى التعاون في تنظيم ندوات وبرامج توعية عن علوم المالية الإسلامية للمهتمين بها في الاتحاد الروسي. يُذكر أن البنك الإسلامي للتنمية كان اعتمد حتى تاريخه 29 مشروعاً لمصلحة المجتمعات المسلمة في الاتحاد الروسي بمبلغ 7.4 ملايين دولار أميركي، ومن ضمن تلك المشاريع بناء الجامعة الإسلامية في قازان، ومشروع المعهد الإسلامي والعيادة الطبية في مدينة ساراتوف، إضافة إلى المعاهد الإسلامية في داغستان، كما سبق للبنك تقديم مساعدات إغاثة عاجلة بمبلغ مليون دولار للمساهمة في جهود إعادة الاعمار في الشيشان، وتم توجيهها لإعادة بناء عدد من المدارس ومعهد للتدريب المهني في مدينة غروزني. وفي نطاق برنامج البنك الإسلامي للتنمية للمنح الدراسية الخاص بالمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء، قدّم البنك حتى تاريخه 82 منحة دراسية لطلاب وطالبات من المجتمع المسلم في روسيا لمساعدتهم على استكمال دراساتهم الجامعية، والمساهمة في تنمية المجتمع الذي يعيشون فيه، وتخرج منهم حتى تاريخه 36 طبيباً وطبيبة، ومهندساً ومهندسة، ومازال 56 طالباً وطالبة في مختلف التخصصات العملية من طب، وهندسة، وعلوم الحاسب الآلي، والاقتصاد، وإدارة الأعمال، يواصلون دراساتهم الجامعية في نطاق البرنامج المذكور.