لم يكن أكثرنا تفاؤلاً ينتظر أن تنتهي مباراة افتتاح كأس الخليج لكرة القدم في نسختها ال 20 بتلك النتيجة العريضة التي فاز بها المنتخب السعودي على نظيره اليمني، خصوصاً أن «الأخضر» خاض المباراة بغياب لاعبي القائمة الرئيسية وبمشاركة لاعبين شبان يفتقدون إلى الخبرة الدولية... ولا أعتقد أن المنتخب السعودي كان سيحقق تلك النتيجة لو شارك بالفريق الأول على اعتبار أن البدلاء تحرروا كثيراً من وصاية الإعلام ومن الضغط الرسمي والجماهيري الذي عادة يحول بين المنتخب وسطوته في دورات الخليج... ومع أن شبان «الأخضر» ظهروا بمستوى جيد إلا أن تجربتنا مع جوزيه بيسيرو تجعلنا لا نستعجل ترشيح المنتخب للحصول على اللقب الذي أعتقد أنه ليس مهماً قياساً على الثقة التي نالها اللاعبون في البطولة! كثيرون لم يظهروا اهتماماً بفوز «الأخضر» الشاب على اليمن على اعتبار أن الخصم ظهر بمستوى متواضع، فضلاً عن أن النتيجة تحققت بغياب النجوم «المدللين» أصحاب الحظوة لدى الإعلام والجماهير، غير أن الحقيقة تتمثل في أن المنتخب الشاب خاض مباراة صعبة أمام الفريق المضيف الذي لو وجد تهاوناً من الشلهوب ورفاقه لتغيرت النتيجة وتغير معها الأداء... ولعل ما كان يضعف حظوظ المنتخب السعودي في بطولات الخليج السابقة التهاون الواضح في أداء اللاعبين، ما جعل المسؤولين عن المنتخب يخرجون عن طورهم غير مرة ويتوجهون لغرفة اللاعبين من أجل إفراغ شحنة الغضب التي ولدها اللعب «على الواقف» في مباريات حاسمة كتلك التي انتهت بتعادل السعودية أمام قطر في بطولة منتخبات الخليج في البحرين العام 1998. ولا نختلف على أن الظفر باللقب الخليجي بات لا يمثل طموحاً لنجوم الصف الأول في المنتخب السعودي، لكنه بمثابة إعلان الميلاد للاعبين الشبان الذين سيتسابقون في هذه البطولة لإثبات الوجود، ما جعلنا نطالب سابقاً بأن تتاح الفرصة للاعبي الصف الثاني للمشاركة في بطول الخليج، على اعتبار أنهم مرشحون للظهور بمستوى يفوق اللاعبين الأساسيين نظراً لأنهم سيخوضون البطولة بعيداً عن حرب المعنويات التي تمارس عادة ضد المنتخب السعودي في المنافسات الخليجية... عموماً مهما كانت المحصلة النهائية للمنتخب الأخضر في بطولة منتخبات الخليج الحالية، إلا أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أحسن هذه المرة التصرف واتخذ قراراً احترافياً يوازي طموحات الكرة السعودية واستحقاقاتها المقبلة. [email protected]