واصلت القوات العراقية المشتركة عملياتها لتحرير الجانب الأيمن من الموصل، وأعلنت تطويقه من كل الجهات، وهي تخوض معارك شرسة في الأحياء المحيطة بالمجمع الحكومي. وأعلن الجيش أمس سيطرته على الطريق الرئيسي إلى تلعفر الذي يشكل الشريان الرئيسي الذي يستخدمه التنظيم في إمداداته وتحركات مسلحيه، وأصبحت الفرقة التاسعة على بعد كيلومتر واحد من «بوابة الشام» وهي المدخل الشمالي الغربي للمدينة. وأكد عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار ل «الحياة» أن «مكاتب المجمع الحكومي أصبح تحت نيران قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية»، وأضاف: «محاصرة مناطق الدندان والدواسة والنبي شيت والعكيدات ويستعد لاقتحامها». ورجح «تسارع عملية التحرير بسبب التنسيق العالي بين القوات المشتركة»، ولفت الى أن «القوات تقدم الدعم اللوجستي والاتصال بطائرات التحالف الدولي لقصف مواقع داعش الارهابي». ونفى الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، مشاركة الجنود الأميركيين بالمعارك»، وقال إن «كل المشاركين في عمليات قادمون يا نينوى هم من العراقيين». وأضاف: «لا يوجد جندي واحد من التحالف الدولي أو الولاياتالمتحدة يقاتل على الأرض، لدينا مستشارون من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأستراليا، ومن بقية دول التحالف، وعملهم مقتصر على تقديم الإسناد لقطاعاتنا بالضربات الجوية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى التدريب والتسليح والتجهيز، وهذا يتم بموافقة الحكومة وبإشراف القيادات العسكرية». وأكد أن «من يخطط للعمليات العسكرية ويقودها على الأرض هم أبناء القطاعات المشتركة العراقية بكل صنوفها ومسمياتها». وقال الفريق الركن عبدالغني الأسدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب: «إن السيطرة على حي المأمون، وهو مجمع شقق، مهم جداً للسيطرة على طريق بغداد والأحياء الأخرى». وأضاف أن «المقاومة عنيفة وشرسة لأنهم يدافعون عن هذا الخط، وهو في تقديرنا الخط الرئيسي بالنسبة إليهم». وتعرضت منطقة المأمون لأضرار كبيرة، فقد دمرت المنازل، والطرقات مملوءة بالحفر بسبب انفجار الألغام ويتراكم حطام السيارات فوق بعضه. الى ذلك، أفادت وزارة الدفاع في بيان أن «الحياة الطبيعية عادت إلى مناطق الساحل الأيسر للموصل بعد تحريرها بالكامل»، مشيرة الى انه «بعد تكليف رئيس الوزراء قائد القوات البرية الإشراف على الساحل الأيسر باشرت القطعات الأمنية الانتشار وفرض الأمن والاستقرار في أحيائه»، وتابع أن «جهود أبناء الجيش العراقي أثمرت فتح الشوارع المغلقة وتطهير الأحياء والدور السكنية من مخلفات داعش الارهابي وفتحت الأسواق والمحلات أبوابها، واستقبلت المدارس طلابها، وعملت الدوائر البلدية بالتنسيق مع الجهد العسكري على تقديم الخدمات للمواطنين، ما ولد ارتياحاً كبيراً لدى الأهالي تجاه أبطال الجيش وتعاملهم الانساني، وبعثوا برسائل اطمئنان إلى إخوانهم في الجانب الأيمن ودعوهم إلى التعاون مع القوات الأمنية». منظمة الهجرة قلقة إزاء النازحين بغداد - «الحياة» - أفادت منظمة الهجرة الدولية في بيان، بأن» هناك أكثر من 10000 من الرجال والنساء والأطفال نزحوا من الموصل منذ بدأت القوات العراقية استعادة السيطرة على الجانب الغربي للمدينة في 19 شباط (فبراير) الماضي، ووصل4000 نازح بالفعل إلى مواقع الطوارئ التي أسستها مجموعة من المنظمات الإنسانية»، وتشير تقارير وزارة الهجرة إلى أن «هناك ما لا يقل عن 6000 شخص ينتظرون منذ مساء يوم الإثنين الماضي، عند نقطتي تفتيش على أمل العثور على مأوى». وأكدت «وصول 1650 نازحاً أمس من (امس) إلى حمام العليل، وقرابة 2800 إلى قاعدة القيارة، وهناك أيضا 3000 شخص يتجهون نحو نقاط التفتيش، ومن المتوقع أن يصلوا غداً» (اليوم). وأشارت المنظمة إلى أن «هناك قلقاً خطيراً جداً على حياة 750 ألف مدني محاصرين في الجانب الغربي المكتظ». ونقل البيان عن ناجين قصصهم، ومنها «محنة الطفلة هاجر البالغة من عمرها 10 أيام فقط مع إخوتها الخمسة الصغار، الذين تركوا الموصل بعد فقدان والدهم واثنين من أعمامهم عندما سقطت قذيفة يعتقد أن داعش أطلقها على منزلهم. حدث هذا قبل ساعات قليلة من بلوغهم موقع الطوارئ للمنظمة الدولية للهجرة في وقت متأخر الليلة الماضية (قبل الماضية)» وتابع: «تحدث كثيرون، وبينهم الأطفال الذين وصلوا الأمس (أول من أمس) إلى قاعدة القيارة عن الجثث في الشوارع أثناء النزوح. ومعظمها يعود إلى مسلحي داعش، وبعض المدنيين الذين قتلوا بسبب العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم». ونقل التقرير عن النازحين الجدد قولهم إن «الأوضاع في غرب الموصل متدهورة، بدءاً من نقص الغذاء والوقود والدواء والماء، إلى ارتفاع الأسعار وتهديدات داعش». أم محمود (50 عاماً) نزحت ووصلت إلى موقع القيارة للمنظمة الدولية للهجرة ليلة الأحد. وقالت إن «الموجودين داخل الموصل في حاجة إلى وقود للتدفئة والطبخ وتوفير الغذاء لأولئك الذين لا يستطيعون الحصول عليه، إذ تكلف زجاجة زيت الطهي الآن 18 ألف دينار عراقي (ما يعادل 12 دولاراً، أي أكثر من عشرة أضعاف سعره العادي)، وسعر الطحين 120 ألفا لكل 50 كيلو –أي أغلى بنسبة ألف في المئة. وكيلو من السكر 20 ألف دينار» . وقالت أم محمود: «إن سكان الموصل يطهون جذور الخضروات».