بعد فترة هدوء استمرت أسبوعاً، عاد الرئيس دونالد ترامب إلى سياسة المناكفات والحملات على «تويتر»، واتهم سلفه باراك أوباما ب «التنصت» على هاتفه خلال حملة الانتخابات الرئاسية. وأثار ترامب عاصفة سياسية بتغريداته الصباحية على «تويتر»، ناعتاً أوباما بأنه «شخص سيئ أو مريض»، وقال: «إلى أي مستوى نزل الرئيس أوباما ليتنصت على هواتفي خلال العملية الانتخابية المقدسة جداً». وأكد متحدث باسم أوباما، أن الرئيس السابق لم يأمر بتاتا بالتنصت على أي مواطن أميركي. وقارن ترامب الأمر بفضيحة تنصت إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون على مقر خصومه في «ووترغيت»، ما أثار فضيحة أدت إلى إطاحته في 1973. وأشار ترامب إلى أن التنصت وقع في «ترامب تاور» في نيويورك، لكن لم يقدم أدلة، مكتفياً بالقول: «لم يُعثر على شيء». وربط مراقبون هجوم ترامب على أوباما بتزايد الحديث أخيراً عن أن أنصار الرئيس السابق في مختلف الدوائر الفيديرالية يعملون على عرقلة سير عملية التعيينات في فريق ترامب ويشنون حملة لعرقلة تشكيل الإدارة الجديدة، في وقت لا يزال الرئيس يواجه عثرات وعقبات في ملء المراكز الإدارية المهمة. وتعرضت إدارة ترامب لضغوط من مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) والكونغرس، للنظر في صدقية تقارير عن اتصالات بين بعض أعضاء حملة ترامب ومسؤولين روس خلال الحملة الانتخابية. ورفض خصوم ترامب تأكيداته بأن أي اتصالات لم تجر بين الجانبين، ونقلت شبكة «فوكس نيوز» أمس، عن النائب الديموقراطي إريك سوالويل، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، قوله إن ترامب «لا يتمتع بصدقية عندما يتعلق الأمر بالحديث عن روسيا». وقلل سوالويل من أهمية مزاعم ترامب عن تجسس أوباما، وقال: «أعتقد أن ذلك نتيجة أن الرئيس استيقظ مبكراً وقام بإرسال تغريداته المعتادة... الرؤساء لا يتنصتون على أحد»، مشيراً إلى أن عمليات من هذا النوع هي من صلاحيات وزارة العدل بالتنسيق مع «أف بي آي» وبعد الحصول على موافقة قاض. في غضون ذلك، انتشرت صورة للمرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون وهي تنظر إلى صحيفة تصدَّرها عنوان رئيسي عن استخدام مايك بنس نائب الرئيس الأميركي بريداً إلكترونياً خاصاً، في فضيحة مشابهة لتلك التي طاولتها أثناء حملتها الرئاسية. وعلق آلاف من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي على الصورة التي التقطها لهيلاري راكب كان جالساً قربها في طائرة خلال رحلة من بوسطن إلى نيويورك. وكان بنس من بين جمهوريين آخرين انتقدوا استخدام كلينتون بريداً إلكترونياً خاصاً خلال توليها منصب وزيرة الخارجية، فيما بدا أن نائب الرئيس لجأ إلى الأمر ذاته عندما كان حاكماً لولاية إنديانا. وظهرت كلينتون في الصورة وهي تنظر إلى الصفحة الأولى من عدد الجمعة من صحيفة «يو أس آي توداي» التي كتبت في عنوانها الرئيسي: «بنس استخدم بريداً إلكترونياً شخصياً وهو في منصب». على صعيد آخر، رد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجدداً أمس، على تصريحات لترامب مسيئة للعاصمة الفرنسية. وأكد هولاند أن «العالم يحب باريس»، ووصفها ب «مدينة استثنائية، لجهة حجمها السكاني وجمال إرثها وتنوع مواقعها ومكانتها الدولية». وأضاف من شرفة بلدية العاصمة، أن «فرنسا فخورة باستقبال العالم في باريس، العالم الذي يتوافد دوماً، بإخلاص لتاريخ باريس وإخلاص للثقافة التي تنتشر في باريس». ورأى الرئيس الفرنسي أن «أحداً لن يتمكن من ثني أي شخص عن زيارتها ولن يقدر شيء على وقف هذه الإرادة في العالم للتواجد في باريس». وتأتي هذه التصريحات رداً على قول ترامب الثلثاء الماضي، أن «باريس لم تعد باريس»، نقلاً عن صديق له اسمه «جيم» قرر ألا يطأ بعد اليوم أرض العاصمة الفرنسية، وذلك في إطار دفاع الرئيس الأميركي عن سياسته في ملف الهجرة.