رويترز – دخل مشروع إنشاء مصفاة للنفط، وهي جزء من مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات في بنجيرانج بولاية جوهور في جنوبماليزيا، مرحلة متقدمة بعد موافقة شركة أرامكو السعودية على استثمار سبعة بلايين دولار في المشروع، الذي شهد عقبات عدة بين «أرامكو» و«بتروناس الماليزية»، في وقت سابق. وأعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق أمس، أن شركة أرامكو السعودية ستستثمر سبعة بلايين دولار في مشروع بتروكيماويات ومصفاة نفطية بولاية جوهور جنوبماليزيا. وقال نجيب إن القرار جرى اتخاذه قبل ظهر أمس (الإثنين)، بعد مناقشات بين تنفيذيين كبار من أرامكو وبتروناس الحكومية الماليزية راعية مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات، البالغة قيمته 27 بليون دولار. وتشكل تصريحات نجيب تحولاً جذرياً في حظوظ المشروع، بعدما قالت مصادر في القطاع على دراية بالموضوع في كانون الثاني (يناير) إن أرامكو تعتزم التخلي عن خطط الدخول في شراكة مع بتروناس في المشروع. وقالت بتروناس آنذاك إنها ستمضي قدماً، على رغم انسحاب أرامكو. ولم يكشف نجيب عن تفاصيل في شأن التغيّر الذي طرأ. وقال خلال مؤتمر صحافي موجز بعد استضافة مأدبة غداء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والوفد المرافق له: «هذا استثمار ضخم، وسيجري الإعلان عن مزيد من التفاصيل غداً (اليوم). أريد فقط أن أؤكد أنه جرى التوصل للاتفاق، والملك سلمان راضٍ عن توقيع الاتفاق غداً (اليوم)». ومن المنتظر أن يوقّع تنفيذيون من بتروناس وأرامكو السعودية الاتفاق اليوم (الثلثاء). وقال مصدر في القطاع على دراية بالموضوع، إن أرامكو ستشتري حصة في عمليات البتروكيماويات ووحدة التكسير والمصفاة التابعة لمشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات. كما ستورد أرامكو ما لا يقل عن 50 في المئة من الخام الذي ستجرى معالجته في المشروع مع خيار لزيادة الإمدادات. وقال محلل أسواق النفط والغاز لدى «فروست آند سوليفان» في كوالالمبور سوبرامانيا بيتادابورا، إن التمويل القادم من أرامكو سيساعد في تحويل المشروع إلى واقع، وإن رغبة قادة السعودية وماليزيا في الإبقاء على علاقات وطيدة بين البلدين ساعدت في الأرجح على تعزيز الاتفاق. وأضاف: «بالتأكيد الاستثمار هذا سيساعد في إدخال مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات مرحلة بدء التشغيل، إنها النيات الحسنة لدى العاهل السعودي بنفسه للاستثمار والحفاظ على علاقات جيدة مع ماليزيا وتعزيز العلاقات الثنائية». ومن المتوقع أن يبدأ مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات، الواقع في بنجيرانج بولاية جوهور، عملياته في الربع الأول من 2019. وسيضم المشروع مصفاة نفط بطاقة 300 ألف برميل يومياً، ومجمعاً للبتروكيماويات بطاقة إنتاجية 7.7 مليون طن متري. وسيقام المجمع على امتداد موقع لتخزين النفط موجود في بنجيرانج. وذكرت خدمة «آي.إف.آر» التابعة لتومسون رويترز في حزيران (يونيو)، أن «بتروناس» سعت العام الماضي لجمع عروض بشأن قرض بقيمة 7.2 بليون دولار للمشروع، مع ضمانات منفصلة من الشركة وأرامكو. وإلى جانب الاتفاق بين «بتروناس» و«أرامكو»، الذي من المنتظر توقيعه اليوم (الثلثاء)، وقّعت ماليزيا والسعودية أربعة اتفاقات أخرى، تتعلق بالتجارة البينية والموارد البشرية والتعاون العلمي والتعليمي، واتفاقاً لتبادل الأخبار بين وكالات الأنباء الحكومية في البلدين. وماليزيا هي المحطة الأولى في جولة تستمر شهراً يقوم بها الوفد السعودي في آسيا، بهدف بناء علاقات وجذب المزيد من الاستثمارات إلى المملكة. ومن المتوقع أيضاً أن يزور الملك سلمان كلاً من إندونيسيا وبروناي واليابان والصين وجزر المالديف والأردن، لإجراء لقاءات مع قادة تلك الدول لمناقشة العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.