يأمل الشاعر علي الحازمي من وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وزيرها الشاب الدكتور عادل الطريفي الاعتناء بالترجمة وأدب الطفل، والعمل على تبني مهرجانات ثقافية تضاهي مثيلاتها في الدول الخليجية والعربية، داعياً المثقفين الشباب وباختلاف مجالاتهم إلى عدم إهمال أي دعوة خارجية وتلبيتها، لما فيها من اكتساب الخبرة وصقل التجربة. وبين من خلال حديث له مع «الحياة» أن أي عمل أدبي يحاكي تجربة إنسانية حق له أن يُترجم، لاسيما – وكما يقول- أن المترجم لن يُقدِم على ترجمة عمل لا يؤمن بأهميته وقيمته الفنية،ولن يُجازف في الترجمة وهو لا يمتلك ذلك القدر من الاستعداد الداخلي لنقله للآخر بكل جوارحه. ... في ما يلي نص الحوار. حظيت نصوصك الشعرية بترجمات عدة ما بين إسبانية وفرنسية وأخيراً تركية كيف وجدت القراء في هذه اللغات؟ - لعل مشاركاتي في مهرجانات الشعر بالعالم وقراءاتي الشعرية المباشرة أمام جمهور الشعر في تلك اللغات ساعدتني بطريقة أو بأخرى في الوقوف على حجم تفاعل المتلقي مع قصائدي، والحقيقة كنت أحيل عبارات التقدير التي لمستها من خلال الأمسيات الشعرية واللقاءات الجانبية إلى جودة الترجمة ونجاحها في إيصال روح القصائد بذلك القدر المرجو منها، جانب آخر مهم لا يمكن إغفاله وهو حجم الحب والشغف الذي يكنه المتلقي في هذه اللغات للشعر، ما زلت أتذكر جمهور الشعر في مهرجان «ميدلين» بكولومبيا وهو يصر على مواصلة الإصغاء للشعر في الليلة الختامية للمهرجان على رغم هطول الأمطار بغزارة، ظل المئات من الحضور جالسين في حضرة الشعر، ولم يتمكن المطر من إرباك تلك الطمأنينة المقيمة في أرواحهم. ألا ترى أن الترجمات أحياناُ تعجز عن تقديم النص كما يرجو صاحبه، وتكون الترجمة آنذاك ظالمة له؟ - بكل تأكيد، الترجمة غالباً لن تتمكن من نقل تلك الجماليات اللغوية والفنية بصورة حَرفية تماماً مثلما يتلقاها المتلقي للنص في لغته الأصلية، لكنها بالضرورة قد تنجح في الحفاظ على روح الشعر في القصيدة، لذلك أُحب أن أُؤكد أهمية مسألة الثقة التي يفترض أن تكون قائمة بين الشاعر والمترجم، فالمترجم على الأرجح لن يُقدِم على ترجمة عمل لا يؤمن بأهميته وقيمته الفنية، ولن يَشرَعَ في الترجمة وهو لا يمتلك ذلك القدر من الاستعداد الداخلي لنقله للآخر بكل جوارحه. هناك من تُرجمت إصداراتهم لا يهتمون بمدى إتقان الترجمة لنصوصهم بقدر حرصهم على المباهاة بكون إصدار لهم تُرجم؟ - في الحقيقة لا أمتلك جواباً واضحاً لسؤالك هذا، لكني أرى أن الترجمة لا تكون بقصدية تامة من المؤلف غالباً، وإنما هي ثمرة لقاءات وتواصل مع مترجمين أبدوا رغبتهم في إنجازها، وهم مترجمون أتيحت لك الفرصة للقائهم وسماع رأيهم في قصائدك من خلال مهرجانات أو أمسيات أدبية أو حتى لقاءات جانبية. شاركت في عدد من المهرجانات العالمية، حتى غدوت شاعراً عالمياً ما الذي أضافته أو تضيفه العالمية لشعرك؟ - في العادة لا أشغل تفكيري بمسألة العالمية هذه، ولا أسعى لتحقيق أمجاد شخصية من خلالها، هي مجرد مشاركات ساعدتني لأن أواصل إصغائي لصوت الشعر وتأثيره الهائل في وجدان الناس، إضافة إلى أن هذه المشاركات مكنتني من الاطلاع على بعض التجارب الشعرية الحية في العالم وإعادة تقويم ما أحاول تقديمه للقارئ. أليس من الممكن أن يكون الشاعر رسول بلدته أو مدينته، ويحاول أن يكون عوناً في إيصال مطالبها؟ - يسعى الشاعر من خلال كتابته القصيدة لإيصال صوته الشعري الخاص إلى الآخرين، إنه يعبر بالضرورة عن أحلامه ورؤاه ومواجعه الذاتية المستقلة، وهذا لا يتعارض مع كون الشاعر سيظل في الأخير ابن بيئته ويُنتظر منه في المقابل أن يكون وفيّاً لبلده ومحيطه الاجتماعي. إنه يكتب من دون أن يشعر بهموم الآخرين وأحلامهم لأنه بالأساس واحد منهم، وكل ما يكتبه بشكل شخصي هو في جزء منه تعبير عن الجميع لأنه في الأخير لن يتعدى كونه جزءاً من هذه المنظومة. ما الأعمال الشعرية في رأيك التي تستحق الترجمة إلى لغات أخرى؟ - كل عمل شعري يحاول أن يطرح تجربته الإنسانية بكل آلامها وأحلامها يستحق أن يترجم ويصل إلى الآخر، لكننا لا يمكن لنا بأية حال من الأحوال أن نتجاهل وجهة نظر المترجم وحماسته للشروع في الترجمة لأنها هي من ستتبنى تقديم العمل إلى الآخر وتكون في الوقت ذاته شريكه في صنع هذا الأثر الذي تحاول أن تتركه لدى متلق جديد. ما تقويمك للحال الشعرية لدينا في السعودية؟ ومَن مِن الشعراء الشباب الذي لفت نظرك؟ - الحال الشعرية لدينا في السعودية لا تختلف بالضرورة عن مثيلاتها في أغلب البلدان العربية، هناك تجارب شعرية رائعة بكل تأكيد استطاعت أن تترك أثراً في وجدان الناس وذاكرتهم، وعلى رغم تراجع النقد عن مواكبة الأعمال الشعرية عموماً والجديد منها خصوصاً، إلا أننا لا يمكن لنا أن نتجاهل هذا الحراك الشعري الجميل، وبالنسبة للشق الثاني من سؤالك، هناك العديد من الأصوات الشعرية الشابة التي لفتت انتباهي، أصوات تكتب بصورة مدهشة تستحق منا الكثير من العناية والتقدير، ولكثرة هذه الأصوات أتمنى منك أن تعفيني عن مسألة ذكر الأسماء كي لا أقع في حرج تجاه أحد بسبب النسيان. ما النص الشعري الذي تتذكره كل مرة وتعده من أفضل نصوصك؟ ولماذا؟ - بالنسبة لي أشعر تجاه كل قصائدي بالكثير من الرضا، وليست لدي قصيدة أفضل من غيرها، ومع ذلك هناك قصائد أخذت نصيباً وافراً من النشر والقراءات مقارنة بغيرها، مثل تلك القصائد التي شاركت بها في أنطولوجيات شعرية عالمية أو تلك التي تم تداولها على شبكات التواصل بشكل واسع كقصيدة «وحدك دون غيرك» وقصيدة «عائشة» و»شارع في جدار» و»زواج الحرير من نفسه». ما الفنون التي ترى وجوب الاهتمام بها وإبرازها، سواء نصية أم تصويرية؟ وكيف تفسر اعتراض الآخرين حيال إظهار فن جديد؟ - جميع الفنون يفترض أن تتم العناية بها، وكل تحييد أو تهميش لأي منها سيؤثر سلباً بالضرورة في مصدر من مصادر الجمال والإلهام في هذه الحياة، لذلك كانت الفنون وستظل الرئة الحقيقية التي يتنفس من خلالها الإنسان ليعبر عن آلامه وأفراحه، عن مخاوفه وأوهامه. ومتى ما ظلت هناك عقليات تحارب هذا الوجود العميق للفن في ذاكرة الناس وتسهم بطرق شتى في محاربته وتعطيل وجوده، فيجب علينا التصدي لها بكل السبل الممكنة. تقول في أولى قصائد مجموعتك الأخيرة «أرواحنا لم تغادر ماضي القبيلة»، أليس هناك مفر من سطوة الماضي وهيمنة القبيلة على أرواحنا؟ - الحقيقة أنني حاولت في مجموعتي الشعرية أن أقدم عملاً مغايراً لما سبق لي أن كتبته على المستوى الشخصي، أردت بحميمية خالصة أن أقترب أكثر من أجواء طفولتي، من تلك القرى والحقول والأودية التي شكلت يوما حيزاً مهماً في الذاكرة لدي، أما في ما يتعلق بسؤالك فأنا لا أعلم بالضبط كيف لي أن أجد جواباً واضحاً له، أنت تضعني أمام جزئية صغيرة من إحدى قصائدي، وتدفعني للحكم عليها خارج السياق الذي يقتضيه النص، وهذا الإجراء برأيي لن يكون عادلاً في حق القصيدة. كما أن أي تعليق مني على ما ذكرت سيكون حتماً مشوشاً وناقصاً في ظل غياب جزئيات مهمة ومكملة للقصيدة، لعل المقاطع الغائبة هي التي ستقودنا - على الأرجح - إلى تلك الحلقة المفقودة للإجابة على سؤال كهذا، ومع ذلك فأنا على يقين تام بأن قارئ القصيدة سيجد لتلك العبارة التي ذكرتها ما يبرر وجودها داخل النص، مثلما سيجد أيضاً أن دلالة الهيمنة للقبيلة هنا لم تكن تعبيراً طارئاً وخارجاً بقدر ما أسهمت في تحقيق عضوية القصيدة ووحدتها. أحياناً يغيب المعنى أو الموضوع في قصائدك وتبدو القصيدة وكأنها كتبت لذاتها، ما مدى صحة هذا الزعم؟ أقدر زعمك هذا، وإن كان مجرد رؤية تلزم صاحبها ولا تتعداه، درجة وضوح المعنى لدى المتلقي تختلف من قارئ لآخر باختلاف نوعية القارئ، ومستوى ثقافته، وكفاءة أدواته في التعاطي مع النصوص الإبداعية، مسألة تقويم الجمال تظل نسبية لدرجة بعيدة ولا تحتكم عادة إلى ضوابط معينة يمكن لنا تقصيها أو ملامستها، عندما أكتب قصيدتي فأنا لا أسعى إلى أن أحكم إغلاق أبوابها في وجه الفضاء، بل تجدني عن قصدية محضة أترك هذه الأبواب مواربة هكذا، في الشعر ليس من مصلحة القصيدة أن تكون أجواؤها محسومة ومنتهية، هناك مساحات افتراضية بين الكلمات، مساحات غير مرئية يستطيع القارئ أن يدون عليها هو الآخر بعضاً من تفاصيل مشاعره المستقلة، القارئ هنا يضيف للقصيدة ويساعد في إثراء فضائها المتخيل، وهذه المقدرة الخلاقة لديه في التماهي مع القصيدة لا تتوافر بالضرورة لدى قراء آخرين، هناك من يضيف وهناك من يهدم، وهذا أمر طبيعي في عملية تلقي الشعر والفن عموماً. يعتقد البعض أن قراءة الشعر أثناء كتابته تؤثر في الشاعر هل ينتابك قلق التأثر بالآخرين؟ - أنا بطبيعتي أحد الذين يتملكهم القلق لدرجة بعيدة، في حياتي اليومية لا أستطيع مغادرة هذا الشعور الحاد تجاه الأشياء، لذلك تجدني مع مرور الوقت أحرص على استثمار هذا الشعور المصاحب كلما وجدته باعثاً ومحرضاً على تساؤلات عدة تعمل بدورها على إعادة صياغة فهمي وتبصري لكل ما يحيط بي، إن شعور الكاتب بالقلق إزاء ما يكتب أعده أمراً إيجابياً وحيوياً يصب عادة في مصلحة النص الذي يقوم بكتابته، وأنا عندما أتحدث عن القلق لدي ليس لمجرد تفادي الوقوع في مغبة التأثر بالآخرين بقدر ما أجده نوعاً من الحرص على كتابة قصيدتي الخاصة، الشاعر بطبيعة الحال يدرك جيداً قبل شروعه بكتابة قصيدة ما أن هناك العديد من الشعراء سبقوه إلى كتابتها، باعتبار وحدة المشاعر والحياة المشتركة بتفاصيلها اليومية، لذلك يظل مكمن الصعوبة أمامه في الكيفية التي يجب عليه أن يتجاوز بها الجميع لملامسة مشاعره المستقلة والتي ستمكنه غالباً من كتابة قصيدة مغايرة لا تشبه أحداً سواه. هل تعتقد أن شعراء التفعيلة التسعينيين نجحوا في تجاوز المنجز الشعري المهم والمفصلي لنظرائهم من شعراء جيل الثمانينات؟ - ليس من واجبي أن أجيبك بمفردي على سؤال كهذا، كل ما أستطيع أن أحدثك به هنا أننا الآن نعيش مرحلة شعرية جديدة وعلينا أن نستثمر أجواءها قدر الإمكان، مشكلتنا الحقيقية ليست في الشعر وإنما في تلك الأسئلة التي تثار حوله، لماذا لا نحاول أن نلتفت إلى مشهد الشعر في الأقطار العربية؟ لماذا لا نسعى إلى تقويم منجزنا الشعري من خلاله؟ لعلنا لن نتمكن يوماً من تحقيق ذلك الحضور الشعري المستقل في ظل قيام الأسئلة ذاتها، نحن بحاجة إلى أن نتحرر من إشكالات عدة كي نتماهى مع تلك التجارب العربية التي تجاوزتنا بمراحل إلى تحقيق ذاتها الشعرية. كيف ترى حال التواصل أو الانقطاع الإنساني والإبداعي بين أبناء جيلك؟ وإلى أي حد يمكن اعتبار الصداقة عاملاً مهماً في إغناء وإثراء التجربة الإبداعية بشكل عام؟ - الشعراء إخوة كما قال رامبو، ومع ذلك يظل الشاعر مطالباً أكثر من غيره بأن يكون أكثر انفتاحاً على العالم، عليه بشكل أو بآخر أن يسعى لمد جسور حقيقية للتواصل مع كل التجارب الإبداعية، المسألة هنا متعلقة بذلك القدر من المسؤولية التي يشعر بها المبدع تجاه خيار ذاته الشعري، وجدية الاعتبار الذي يوليه للاستفادة من كل نتاج يصدر عن أي حراك ثقافي. وبالعودة لما جاء في سؤالك، أجدني أتذكر عندما بدأنا بنشر تجاربنا الإبداعية في بداية التسعينات، كان المشهد الشعري وقتها يفيض بأصوات شعرية شابة رائعة، لا أعلم بالضبط ما الذي حدث للكثير منها، عندما توقفت فجأة عن الكتابة والنشر، هل استطاعت أن تجد ملاذاً آمناً لأرواحها بعيداً عن الشعر وحرائقه؟ ربما. أما في ما يتعلق بالصداقات ودورها في إثراء التجربة الإبداعية، أجدني أتفق معك كثيراً في أن الصداقات قد تحرض بطريقة أو بأخرى على إثراء المشهد الإبداعي، لكنها لا تساعد بالضرورة في كتابة الشعر، كتابة القصيدة إجراء مستقل، والشاعر وحده من يمتلك حق قرارها. ملامح ولد الشاعر علي الحازمي في مدينة ضمد التابعة لمنطقة جازان عام 1970. - بدأ في نشر قصائده عبر الصحف والمجلات المحلية والعربية وفي العديد من الدوريات الثقاقية مطلع عام 1989، وكان يبلغ من العمر حينها 19 عاماً. - شارك في العديد من المناسبات الثقافية، سواء داخل المملكة أم خارجها، إذ شارك في مهرجاني الجنادرية وسوق عكاظ إضافة إلى استضافته عبر أغلب الأندية الأدبية السعودية كانت صنعاء أولى محطاته الخارجية عام 2002، تبعها مشاركاته في مهرجان الشعر العالمي ال 12 والمقام في كوستاريكا عام 2013، علاوة على إحيائه أمسية شعرية في إسبانيا عام 2014، مروراً بمهرجان الشعر العالمي ال 14 والمقام آنذاك في الأوروغواي عام 2015 والذي نال فيه جائزة الشعر، إضافة إلى مشاركة أخرى في إسبانيا عام 2016 وافقت مهرجان يوم الشعر العالمي والذي نظمته دار النشر الإسبانية «لاتردوليا لبراليا سيليس»، وكانت هافانا محطته الأخيرة عام 2016. - يقول في أحد نصوصه: «مع مرور الوقت وأنت تواصل النظر للأمام وللمستقبل، والحياة تأخذك في مغبة هذا الركض اليومي المستمر تشعر في أحيان كثيرة أنك بحاجة ماسة للتوقف والتقاط الأنفاس بحاجة للتأمل بصفاء في ملامح ذاتك من الداخل. ما الذي تبقى في حجرات روحك من أحلام البدايات، من ذلك الإحساس العميق بعذوبة المحاولات الأولى وتلقائيتها. - الماضي لن يعود بكل مباهجه ولحظاته العذبة، كلما تيقنت من ذلك تسرب إلى أعماقك شعور مرير بالخيبة، كم كنت تتمنى لو أنك تستطيع ولو للحظات أن تجلس قبالة ذلك الطفل الذي كنته. رسائل إلى : وزارة الثقافة : - ما زلنا ننتظر منكِ الكثير، وما زال يحدونا الأمل بأن تلتفت إلى العديد من الأمور العالقة، ماذا عن المشاريع الأدبية التي تتعلق بالترجمة وأدب الطفل؟ ماذا عن تبني مهرجانات أدبية مرموقة مثلما يحدث في العديد من العواصم الخليجية والعربية؟ عمر الطاهر زيلع: - كنت وما زلت وجه جازان المضيء، كيف لي ولجيل من الشعراء في منطقة جازان أن ننسى جهودك العظيمة ومواقفك النبيلة، تلك التي شقت لنا طريقاً واضحاً على رغم كل الصعاب. الشاعر المغربي محمد بن طلحة: - قلة هم الشعراء الذين تشعر عندما تقرأ لهم بأنك كنت محظوظاً بالعثور على روائعهم الشعرية، أنت واحدٌ منهم بلا شك. علمتُ بأنك محاط بالعزلة، زاهد في الضوء، تعيش الشعر كحياة. السيدة فيروز: - أشعر بخجل شديد منك، وأنت التي أهرقتِ نهر عمركِ وأوقاتكِ المضيئة من أجل إسعادنا، لم تترددي في منحنا بسخاء كل تلك العذوبة، كل تلك الطمأنينة التي نحتاجها. كيف لي اليوم أن أعتذر باسمي وباسم محبيك عن كل هذا القبح، عن كل هذا الدمار الذي حدث ويحدث في أوطاننا العربية. إلى مدير مؤسسة ثقافية: - تعلم أن سنوات وجودك في هذا المنصب هي سنوات معدودات، والجميع يعول عليك الكثير، لذلك لا تفرط في هذه الفرصة التي تستطيع من خلالها أن تصنع الفرق وتترك أثراً في ذاكرة الناس ووجدانهم. قل كلمتك، ضع بصمتك وامض. شاعر شاب: - أنت بلا شك في زمن تحسد عليه من حيث وفرة الكتب وسهولة الاطلاع على تجارب الآخرين الشعرية، سواء كانت عربية أم عالمية، فقط كل ما هو عليك أن تؤمن بذاتك، لا تفقد وسط كل هذا الضجيج أناك الخاصة والمستقلة، اجعلها مرآتك واجعلها بوصلتك على الدوام.