تسعى القوات العراقية في الجانب الغربي للموصل إلى مد جسر حيوي فوق نهر دجلة للتواصل مع الجانب الشرقي الذي استعادته الشهر الماضي، لزيادة الضغط على «داعش» والإسراع في استعادة كل المدينة. وتمكنت القوات بعد أسبوع من المواجهات لاستعادة الجانب الغربي من الموصل، حيث ينتشر نحو ألفي إرهابي، من تحقيق تقدم في الأحياء الجنوبية. لكنها تواجه الآن مقاومة شرسة. وقال العقيد فلاح الوبدان (أ ف ب) من حي الجوسق غرب المدينة: «لدينا عملية مهمة هذا الصباح (أمس)، التقدم في اتجاه الجسر» الرابع. وأضاف: «اجتزنا ساتراً كبيراً تحته أنفاق شيدها داعش»، مشيراً إلى أن المنطقة كانت «مليئة بالألغام وقواتنا قتلت 44 إرهابياً أمس». وتمكن الجيش قبل شهر، من استعادة الجانب الشرقي من المدينة في إطار معركة واسعة النطاق بدأت في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويرى الضابط أن تأمين ضفة النهر قرب الجسر الرابع يسمح لوحدات الهندسة بتركيب جسر جديد ما سيمكن قواته من زيادة الضغط على الإرهابيين. وقال الوبدان «هذا مهم جداً، إذا سيطرنا على منطقة الجسر، فالوحدة الهندسية (...) ستكون قادرة على تركيب آخر انطلاقاً من الجانب الشرقي لنتمكن من نقل الإمدادات والذخيرة إلى ميدان المعركة». وتركيب جسر تحت مرمى النيران عملية معقدة وخطرة لكن القوات العراقية تلقت تدريبات من الأميركيين ونجحت في استخدام هذه الاستراتيجية في معاركها سابقاً. وكان تركيب جسر عسكري بمساعدة القوات الأميركية نقطة تحول في المعركة التي خاضتها القوات لاستعادة السيطرة على الرمادي، أحد أكبر معاقل الإرهابيين في غرب العراق قبل عام. ونفذت قوات جهاز مكافحة الإرهاب، التي خاضت غالبية المواجهات ضد «داعش» لاستعادة الجانب الشرقي من الموصل، منذ الجمعة عملية اقتحام لحي المأمون في غرب المدينة. وكثفت قوات التحالف الدولي، من خلال زيادة وجودها ميدانياً في الأسابيع الأخيرة، الدعم للعراق لاستعادة مناطق واسعة سيطر عليها الإرهابيون عام 2014. ونشر التحالف مدربين ومستشارين إضافة إلى بعض الجنود على خطوط المواجهات إلى جانب القوات العراقية في العملية الأخيرة التي انطلقت في 19 شباط (فبراير) الجاري. ومساحة الجانب الغربي من الموصل أصغر قليلاً من القسم الشرقي لكن أحياءه القديمة مكتظة كما أنها تعتبر معاقل تقليدية للإرهابيين. وفي هذا الجانب، أعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من أحد مساجده «الخلافة» عام 2014. ويسكن نحو ثلاثة أرباع مليون شخص غرب الموصل يستخدمهم الإرهابيون دروعاً بشرية للدفاع عن آخر أكبر معاقلهم في العراق. وقال ناطق باسم المجلس النروجي للاجئين: «في الأسبوع الثاني من معركة استعادة الجانب الغربي من الموصل، نحن قلقون للغاية على 800 ألف مدني أو نحو ذلك، ما زالوا محاصرين في ظروف تعد الأكثر مأسوية». وأكد عدد من سكان الجانب الغربي شح الأغذية وارتفاع الأسعار، ما يدفع كثيراً من العائلات إلى تناول وجبة بسيطة واحدة في اليوم. وأشارت مصادر طبية إلى عدد من الوفيات الناجمة عن تأثير النقص في الغذاء والأدوية. وتخطط الأممالمتحدة لاستقبال 250 ألف نازح، على الأقل من سكان غرب الموصل، لكن عدم وجود معابر آمنة أسفر عن فرار بضعة آلاف حتى الآن.