علمت «الحياة» أن الحكومة العراقية، وبدعم من «التحالف الدولي»، بدأت تسليح «فرقة العباس القتالية»، أحد تشكيلات «الحشد الشعبي»، بأسلحة متوسطة وثقيلة لإشراكها في معركة استعادة غرب الموصل، فيما تنشغل قوات الجيش النظامي بملاحقة جيوب «داعش» في شرق المدينة الذي سيطرت عليه بالكامل منذ أسبوعين. وقال مصدر أمني مطلع ل «الحياة»، إن قيادة «فرقة العباس القتالية» التي شكّلتها المرجعية في النجف بزعامة آية الله علي السيستاني، عقدت اجتماعاً مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وقائد الحملة العسكرية لاستعادة الموصل الفريق عبد الأمير رشيد يارالله ونائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، للبحث في مشاركة الفرقة بتحرير غرب الموصل دون غيرها من فصائل «الحشد الشعبي»، بسبب انضباطها في القتال وعملها تحت إشراف وزارة الدفاع، وعدم خرقها قواعد حقوق الإنسان خلال مشاركتها في معارك صلاح الدين وجنوبكركوك. وأضاف أن ل «فرقة العباس» خلافات مع هيئة «الحشد الشعبي» التي ترفض تسليحها ولا تدفع رواتب عناصرها، كما يقول قادة الفرقة، مؤكداً أن وزارة الدفاع بدأت تزود الفرقة أسلحة متوسطة وثقيلة وبدعم من «التحالف الدولي» الذي أعطى الحكومة الضوء الأخضر لمشاركة هذا الفصيل في معركة غرب الموصل، والتي يُتوقع أن تكون أشرس من معركة الشرق. وأوضح المصدر أن عناصر «فرقة العباس» (10 آلاف)، حصلوا على رشاشات أميركية من نوع «m16» و «m4» ورشاشات «VHS-2» الكرواتية المعدّة لحرب الشوارع، كما سيحصل اللواء المدرع التابع للفرقة على دبابات بدعم مباشر من الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي. وتتضمن خطة الحكومة تنفيذ الهجوم على غرب الموصل من محورين، الأول تنفذه قوات «مكافحة الإرهاب» عبر نهر دجلة من شرق المدينة، والثاني من الجنوب تقوم به قوات مشتركة من الشرطة الاتحادية و «فرقة العباس القتالية» للسيطرة على المطار المدني ومعسكر الغزلاني. وتأخر إطلاق معركة الغرب لأسابيع بسبب انشغال القوات الحكومية في تأمين أكثر من 60 منطقة محررة شرق الموصل، إذ تواجه الحكومة مشكلة في توزيع المهمات الأمنية بين 5 تشكيلات مسلحة غير متجانسة في المدينة، فضلاً عن ملاحقة جيوب «داعش» التي لا تزال تثير قلقاً في الجانب الشرقي. ويبدو عدم التجانس بين التشكيلات المسلحة الخمسة واضحاً، من حيث العدد والعدة والخبرة والتعامل مع السكان المحليين، وهذه التشكيلات هي: قوات مكافحة الإرهاب المنتشرة في المركز، وقوات مشتركة من الجيش، و «حرس نينوى» برئاسة المحافظ السابق أثيل النجيفي في الأحياء الشمالية، وقوات الشرطة الاتحادية و «الرد السريع». إلى ذلك، أكد السفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان، دعم إدارة الرئيس دونالد ترامب العراق في حربه ضد تنظيم «داعش»، مشيداً بالانتصارات المحققة في الموصل. وقال إن «الدعم الأميركي كبير وقوي، بما في ذلك دعم الرئيس ترامب». وأفاد مصدر أمني أن طائرات «التحالف الدولي» أفشلت محاولة عناصر من «داعش» التسلل عبر نهر دجلة إلى الساحل الشرقي من الموصل. ويواصل طيران «التحالف الدولي» غارات مكثفة على معاقل «داعش» في الجانب الغربي للمدينة تمهيداً للحملة العسكرية البرية، فيما تستهدف الغارات مقرات للتنظيم في أحياء الجوسق ودورة بغداد في جنوب الموصل.