بعد أكثر من شهر على توقيف اللصوص المتورطين في عملية السطو التي تعرضت لها النجمة كيم كارداشيان في باريس، لا يزال خاتمها الماسي الأكبر مفقوداً، في حين تم تذويب بقية المجوهرات. وأوضح العقل المدبر للسرقة خلال إحدى جلسات استجوابه أن الحجرة الكريمة التي تبلغ قيراط والشديدة النقاوة "يسهل رصدها"، مصرحاً أنه أعطى الخاتم المقدرة قيمته بحوالى أربعة ملايين يورو، لشخص لم يكشف عن هويته. وفي ليلة الثاني والثالث من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قام خمسة لصوص بالاعتداء على الحارس الليلي في دارة فندقية خاصة في وسط باريس نزلت فيها النجمة، ثم صعد اثنان منهم مقنعين ومتنكرين بلباس الشرطة إلى شقة كيم كارداشيان. وكانت كارداشيان قد أخبرت الشرطة بعيد عملية السطو قائلة: "طلب مني، بلكنة فرنسية واضحة، خاتمي. وأوثقا يدي وحملاني إلى الحمام". وأصبحت هذه العملية التي تقدر قيمة مسروقاتها بتسعة ملايين يورو، أكبر سرقة يتعرض لها فرد في فرنسا منذ 20 عاماً. وتبين أن اللصوص محترفون ولهم سوابق قضائية تتراوح أعمارهم بين 54 و 72 عاماً. وأوقع أحد اللصوص واسمه يونس عباس خلال فراره على متن دراجة هوائية صليبا مرصعا بالماس لمته بعد بضع ساعات امرأة كانت تمر في المكان. وما خلا هذه القلادة، لم يعثر على أي قطعة من المجوهرات المسروقة. وأخبر عمر ايت خداش الملقب بعمر العجوز الذي وجدت آثار لحمضه النووي في مسرح الجريمة، ما سمح للشرطة بالكشف عن مدبريها، أن أحدهم تكفل "بتذويب" المجوهرات الذهبية "وعاد مع ألواح". ووفق ما ذكرت صحيفة "لوموند"، كشف هذا الأخير خلال استجوابه أن الصفائح "كانت تزن قرابة 800 غرام ونيف، أي حوالى 25 أو 28 ألف يورو عند إعادة بيعها". أما شذرات الماس، فبيعت على الأرجح. وسرعان ما اتجهت التحقيقات نحو أنتويرب في بلجيكا التي تعد عاصمة المجوهرات والتي قصدها أحد المشتبه بهم، مارسو-بوم غارتنر، ثماني مرات، من بينها مرتين برفقة عمر ايت خداش. ويبدو أن ممارسو السرقة واجهو صعوبات في بيع المجوهرات خلال رحلاته الأولى وتوترت العلاقة مع عمر. وفي الخامس من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قدم عمر تسليفات لثلاثة أفراد في الشبكة. وبعد ثلاثة أيام، رافق مارسو بوم، غارتنر مجدداً إلى أنتويرب. وبحسب المحققين، تم بيع جزء كبير من المسروقات خلال هذه السفرة، ليبدأ اللصوص "بإنفاق مبالغ طائلة من المال". واشترى بعضهم سيارات، في حين أعرب مارسو بوم غارتنر عن اهتمامه بشراء عقار، كاشفا أنه مستعد لإنفاق 100 ألف يورو. وفي المجموع، تم ضبط 250 ألف يورو خلال عمليات التفتيش التي قامت بها الشرطة، وأدت إلى توقيف أعضاء الشبكة في التاسع من كانون الثاني (يناير) الماضي.