دعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الدول إلى مقاومة إغراء الانطواء على النفس لمواجهة التهديدات العالمية، بينما يشهد الغرب صعوداً في النزعات القومية. وقالت مركل في «مؤتمر الأمن» في ميونيخ «في سنة نستشعر فيها تحديات غير معقولة (...) هل سنواصل التحرك معاً أو سنسقط في أدوارنا الفردية؟ أدعوكم (...) إلى العمل بشكل يسمح لنا بأن نجعل معاً العالم أفضل». وتابعت مراراً أمام نائب الرئيس الأميركي مايك بنس والنخبة العالمية الديبلوماسية والعسكرية، أن أوروبا بحاجة إلى الولاياتالمتحدة. وأكد بنس أن التزام الولاياتالمتحدة تجاه حلفائها «ثابت»، لكنه دعاهم إلى «بذل المزيد من الجهود». وقال أمام «مؤتمر الأمن» إن «الرئيس (ترامب) طلب مني أن أكون هنا اليوم (...) لنقل هذه الرسالة التي تفيد أن الولاياتالمتحدة تدعم بقوة الحلف الأطلسي وأننا ثابتون في التزامنا حياله». وقال «سوف نكون دائماً أكبر حليف لكم»، مشيراً إلى القيم المشتركة مثل «الديموقراطية والعدالة وسيادة القانون» التي تربط بين الولاياتالمتحدة وشركائها الأروبيين. لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت عبر عن أسفه في تغريدة على «تويتر» لأن نائب الرئيس الأميركي «لم يقل كلمة واحدة عن الاتحاد الأوروبي»، وهي قضية كانت متوقعة لأن ترامب أشاد بخروج بريطانيا من التكتل وبدا أنه يأمل في تفكك الاتحاد. وقالت مركل ألمانيا ستفعل «كل شيء ممكن» للوفاء بهدف «الحلف الأطلسي» الذي يقضي بإنفاق 2 في المئة من الناتج الاقتصادي على الدفاع بحلول العام 2024. وتتعرض ألمانيا إلى ضغط متزايد من قبل قادة أميركيين لزيادة إنفاقها الدفاعي. وأوضحت مركل «أريد القول بكل صراحة إن الأوروبيين لا يستطيعون متابعة المعركة ضد الإرهاب الإسلامي حتى النهاية. نحن بحاجة إلى قوة الولاياتالمتحدة». وشددت على أنه يتعين على القوى الغربية في مكافحة التهديد «الجهادي» السعي إلى مزيد من التعاون مع روسيا من دون تقديم تنازلات في أوكرانيا حيث تدعم موسكو المتمردين الانفصاليين، بحسب قولها. وأضافت مركل «يجب علينا التوصل إلى أرضية مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب. أعتقد أن للروس والغربيين في هذه النقطة بالضبط المصالح نفسها». وقالت إنها تريد أن تناقش هجمات القرصنة الإلكترونية والأخبار الملفقة مع روسيا، لكن ليس من المؤكد أن تعالج مشكلة الأخبار الكاذبة بنجاح قبل انتخابات أوروبية تجرى هذا العام. وقالت لدى سؤالها عن قضية الأخبار الكاذبة «نعلم أن روسيا تتواصل بصراحة كبيرة عن اعتبارها الحرب الهجينة شكلاً من أشكال الدفاع... لو استطعت أن أتمنى شيئاً واحداً فسيكون بالتأكيد أن نناقش هذا الموضوع على سبيل المثال على جدول أعمال محادثات إطار العمل بين حلف شمال الأطلسي وروسيا». أما بالنسبة إلى الدول العربية، اعتبرت مركل أن مشاركتها أساسية في التحالف ضد المتطرفين. وقالت «أعتقد أن هذه الدول تحديداً يمكنها القول بوضوح أن الإسلام ليس سبب الإرهاب، وإنما هو نسخة منحرفة من الإسلام».