حذر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من «قوس اضطراب» يظهر على أطراف أوروبا، ووصف العلاقات بين ضفتَي الأطلسي ب «حصن منيع» أمام زعزعة الاستقرار، لكنه دعا شركاء الولاياتالمتحدة في الحلف الأطلسي إلى مساهمة عادلة في الدفاع الجماعي. في المقابل، حذرت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين الولاياتالمتحدة من المساواة في تعاملها بين حلفائها الغربيين وروسيا، منبّهة إلى وجوب الامتناع عن جعل مكافحة الإرهاب «جبهة ضد الإسلام والمسلمين». وقال ماتيس: «العلاقة بين ضفتّي الأطلسي تبقى حصننا المنيع ضد انعدام الاستقرار والعنف، وأثق بأننا سنعزز شراكاتنا ونواجه الذين يعمدون إلى مهاجمة أبرياء أو آلياتنا الديموقراطية وحرياتنا». وأضاف أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: «كلنا يرى دولنا تحت تهديد على جبهات، مع ظهور قوس من عدم الاستقرار على أطراف الحلف الأطلسي وما وراءها». ودعا دول الحلف إلى المساهمة بنصيب عادل في الدفاع الجماعي. وتطرّقت فون دير ليين إلى توجيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات عنيفة للحلف والاتحاد الأوروبي، وحظره الهجرة ودخول مواطني 7 دول شرق أوسطية الولاياتالمتحدة. وقالت خلال المؤتمر: «لا تمكن المساواة بين الثقة الممنوحة لحليف، وللذين يعيدون النظر في قيمنا وحدودنا والقانون الدولي، وهذا يعني أن علينا أن نعمل معاً من أجل مصلحتنا المشتركة التي تقضي بالعودة إلى نمط تعايش مع روسيا وعدم التحرّك في شكل ثنائي يتجاهل الشركاء». وأضافت: «يدرك أصدقاؤنا الأميركيون أن لنبرتهم حيال أوروبا والحلف الأطلسي تأثيراً مباشراً على تماسك أوروبا. إن اتحاداً أوروبياً مستقراً هو لمصلحة الولاياتالمتحدة، وكذلك حلف أطلسي موحد». ودعت إلى «تفادي تحويل» الحرب على تنظيم «داعش» إلى «جبهة ضد الإسلام والمسلمين، وإلا نواجه خطر تعميق هوة تشكّل تربة خصبة للعنف والإرهاب». ويشارك في الدورة ال53 لمؤتمر ميونيخ أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، وما يزيد على 60 وزير خارجية ودفاع. وبين المشاركين مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي الذي سيحاول طمأنة الغربيين إلى سياسة بلاده، علماً أن لقاءه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في ميونيخ سيكون الأول لها مع مسؤول بارز في إدارة ترامب. ودعت مركل الجميع إلى «أن يعوا الأهمية المتبادلة للحلف الأطلسي»، وزادت خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في برلين: «هذا صحيح بالنسبة إلينا في ألمانيا وللأعضاء الأوروبيين في الأطلسي، لكن أعتقد كذلك بأن الولاياتالمتحدة تمكنت من تطوير قوتها من خلال الحلف، وهو منظمة مهمة أيضاً بالنسبة إليها». وأكدت أن ألمانيا ستزيد إنفاقها العسكري إلى 2 في المئة من إجمالي ناتجها الداخلي، التزاماً بتعهداتها خلال قمة الحلف عام 2014. وكان وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل حضّ أوروبا على أن توفّر أمنها بنفسها، وألا تعتمد على الولاياتالمتحدة في تحمّل «نصيب الأسد من هذا العبء». وأضاف: «لدى الولاياتالمتحدة تقريباً الناتج المحلي الإجمالي ذاته لأوروبا، ويجب الاعتراف بأن الأمر لا علاقة له بالإدارة الحالية. هناك نقاش في أميركا حول أن (الأميركيين) لم يعودوا يرغبون في تحمل العبء الكبير لأمن أوروبا». إلى ذلك، أعلن ناطق باسم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون أن الأخير أثار خلال لقائه نظيره الصيني وانغ يي في بون «التهديد المتزايد الذي تفرضه البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية»، مضيفاً انه «حضّ الصين على استخدام كل الأدوات المتاحة لكبح سلوك كوريا الشمالية المزعزع للاستقرار». على عيد آخر، أكد تيليرسون أنه لم يلمّح خلال لقائه نظيره الفرنسي جان مارك إرولت في بون، إلى تخطيط واشنطن لإلغاء الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست.