تفاعلت عاصفة الاتهامات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأجهزة الاستخبارات الأميركية لتصل إلى أزمة ثقة وتجاذبات تشي بحرب مفتوحة على الأخيرة من جانب الرئيس. وتوعد ترامب أمس، «مسربي» معلومات حساسة حول مستشاريه وروسيا ب «دفع الثمن»، ما يوحي باتهامه الأجهزة التي تردد أنه تلقى صفعة منها وسط حديث عن قرارها حجب معلومات عنه خوفاً من وصولها إلى روسيا. ورشح ترامب أمس، ألكسندر أكوستا وزيراً للعمل بعد انسحاب المرشح أندرو بازدر بسبب فضائح عائلية. ويعتبر أكوستا، المحامي الجمهوري الذي دخل المجال العام في عهد جورج بوش الابن، أول مرشح من أصول لاتينية في إدارة ترامب. وسبق أن عمل أكوستا في وزارة العدل على قوانين ضد التمييز ودفاعاً عن المسلمين الأميركيين، ويتوقع أن تساعد تلك المعطيات في مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه، على عكس بازدر، الذي كان يمتلك شبكة مطاعم «هارديز»، وهو لا يحظى بقبول النقابات العمالية والمهاجرين. وبلغت عملية شد الحبال بين ترامب والأجهزة ذروتها أمس، مع كشف صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب يتجه إلى تكليف صديقه الثري ستيفن فاينبرغ إجراء مراجعة شاملة لعمل الاستخبارات. وأحدث الخبر مخاوف داخل وكالات الاستخبارات، خشية سعي ترامب إلى تقويض استقلاليتها والتدخل في عملها. إلا أن أي إعادة هيكلة للاستخبارات ستتطلب موافقة من الكونغرس، حيث الانتقادات لترامب وعلاقته مع روسيا تأتي من الحزبين وشخصيات جمهورية مرموقة مثل السيناتور جون ماكين. واحتدت الأزمة مع الاستخبارات بعدما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، عن مسؤولين سابقين وحاليين، أن الاستخبارات بدأت حجب معلومات بالغة السرية عن ترامب، خوفاً من التلاعب بها أو حتى وصولها إلى روسيا، وهو أمر يُعتبر سابقة خطرة في العلاقة بين الاستخبارات والبيت الأبيض. وأبلغ مسؤول استخباراتي الصحيفة بأن «بعض المعلومات التي وصلت إلى الرئيس عُدلت أو حذفت مصادرها أو الطرق التي استخدمتها أجهزة الاستخبارات للحصول عليها». واندلعت التجاذبات قبل دخول ترامب البيت الأبيض، بسبب «ارتباط» حملته بروسيا وتأكيد 17 وكالة استخبارات يومذاك أن موسكو وراء تسريبات إلكترونية تضر بحملة كلينتون. وزادت حدة التوتر مع فوز ترامب بتسريب معلومات أدت إلى إطاحة مستشار الأمن القومي مايكل فلين بسبب اتصالات بروسيا. وتحقق الاستخبارات أيضاً عن مستشارين سابقين لترامب هم مدير حملته السابق بول مانافورت والمستشار كارتر بايج. ويبدو البيت الأبيض عاجزاً عن وقف التسريبات، ما عكس تضعضعاً في نفوذه، وضعفه أمام مؤسسات استخباراتية ضخمة والقضاء الذي يحاصره اليوم. وبالتزامن مع تسريبات الاستخبارات للصحف، نشر مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) وثائق تتعلق بشركة ترامب ومن تحقيق أجراه المكتب في سبعينات القرن الماضي. ويتعلق الأمر بدعوى قضائية رفعتها وزارة العدل ضد شركة ترامب لرفضها تأجير مساكن للأفارقة الأميركيين في المباني العقارية للشركة.