في وقت يحاول المرشح الجمهوري دونالد ترامب أن يطوي صفحة من مسلسل الفضائح والهزات السياسية في حملته، عادت ارتباطات بعض مساعديه في روسيا لتلاحقه أمس، بعدما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مدير الحملة بول مانافورت قبض ما مجموعه 12.7 مليون دولار من شبكة موالية للرئيس الأوكراني المخلوع وحليف الكرملين فيكتور يانكوفيش. وذكرت الصحيفة أمس أن مانافورت وخلال عمله مستشاراً سياسياً لحزب يانكوفيش المنفي في روسيا، قبض ووفق وثائق سرية حصلت عليها الصحيفة 12.7 مليون دولار في وقت تحقق السلطات الأوكرانية في أبواب دائرة الفساد المحيطة بالحكومة السابقة. وأشار دفتر حسابات سُرب الى الصحيفة، أن مانافورت قبض المبلغ بين 2007 و2012، علماً أنه عمل في أوكرانيا في شكل رسمي بين 2004 و2010. ويتضمن دفتر الحسابات، لائحة أسماء تلقت أموالاً «غير قانونية» من الحلقة المحيطة بيانكوفيش بينهم مانافورت وأوليغ ديريبسكا المقرب من بوتين. ورد مانافورت على الاتهامات بمهاجمة «نيويورك تايمز» والقول إن «هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتخدم أجندة سياسية». وقال محاميه إنه «لم يقبض شيئاً من الحكومة الأوكرانية». الا أن حملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون انقضت على الفضيحة وطالبت ترامب بكشف كل ارتباطات حملته بروسيا، علماً أن رجل الأعمال نفسه يدافع عن موسكو في تصريحاته السياسية وطالب الكرملين من باب السخرية بقرصنة بريد منافسته الإلكتروني. كما يملك مستشاريه الجنرال المتقاعد مايك فلين وكارتر بايج علاقة جيدة مع بوتين، وزارا روسيا سابقاً. وتأتي الفضيحة وسط توقعات بأن يعلن فيه ترامب أمس عن خطة لمحاربة الإرهاب، يتراجع فيها عما قاله إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أسس «داعش». وتمر حملة ترامب في أصعب مرحلة لها بسبب الهفوات الكلامية والخضات الداخلية ومعارضة متزايدة من الجمهوريين لسلوكه في الأسابيع الأخيرة. وهو كان حمّل الإعلام الأميركي مسؤولية تراجعه في استطلاعات الرأي وبسبب «التغطية المنحازة والكاذبة» كما قال في السباق الرئاسي. وتتقدم كلينتون في استطلاعات الرأي في الولايات الحاسمة قبل 83 يوماً على التصويت في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وسيحاول ترامب اعادة تركيز حملته على شعارات التغيير، وكشخصية غير تقليدية من خارج المؤسسات الحزبية تخوض السباق، وأيضاً على الهجوم على كلينتون في فضيحة بريدها الإلكتروني وتبرعات وصلت إلى مؤسسة كلينتون الخيرية.