أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمس في نيويورك أن معلومات الاستخبارات التي تشير إلى وجود ملفات روسية ضده هي «أمر اختلقه» خصومه. وقال ترامب في أول مؤتمر صحافي يعقده قبل توليه منصبه في 20 يناير إنه إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين يقدره فسيكون ذلك «مكسبا»، مع إقراره بأن موسكو تقف وراء القرصنة ضد الحزب الديموقراطي خلال الحملة الرئاسية. وأثناء المؤتمرالصحفي اعتبر ترامب أن سماح وكالات الاستخبارات بتسريب الملف الروسي أمر «مخز». وقبيل المؤتمر الصحفي نفى ترامب بغضب أن يكون تعرض لضغوط روسية، بعد نشر وسائل الإعلام الأمريكية مذكرة من أجهزة الاستخبارات تفيد بأن روسيا تملك ملفات محرجة ضد رجل الأعمال الثري. وكتب ترامب على تويتر «إن روسيا لم تحاول مطلقاً ممارسة ضغوط علي. لا علاقة لي بروسيا. لا يوجد عقد ولا قروض ولا شيء على الإطلاق»! وهاجم ترامب مرة جديدة أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وقد أثار استياءه نشر موقع «بازفيد» الثلاثاء وثيقة من 35 صفحة لم يتم تأكيد صحتها، تفيد بشكل مفصل عن روابط بين أوساطه والكرملين. وكتب الرئيس المنتخب على تويتر أن «وكالات الاستخبارات كان يجب ألا تسمح أبداً بتسريب هذه المعلومات الخاطئة للشعب. آخر ضربة ضدي، هل نحن نعيش في ألمانيا النازية»؟ وكانت وسائل إعلام عدة كشفت الثلاثاء عن وجود هذه الوثيقة من 35 صفحة التي تتضمن معلومات محرجة لترامب، تؤكد فرضية وجود روابط بين المقربين منه والسلطات الروسية. وهذه المعلومات جمعها ودونها عميل سابق من أجهزة الاستخبارات البريطانية تعتبره الاستخبارات الأمريكية ذا مصداقية، بين يونيو وديسمبر 2016 لصالح معارضين سياسيين لترامب. وخلال المؤتمر الصحفي أكد ترامب أنه تخلى عن إدارة إمبراطوريته لابنيه إريك ودونالد جونيور طوال ولايته الرئاسية، واعداً بأن يتيح ذلك تجنب تضارب المصالح مع مسؤولياته في البيت الأبيض. وقال ترامب «ابناي الموجودان هنا، دون وإريك، سيديران الشركة. سيديرانها في شكل مهني جداً»، موضحاً أن ابنته إيفانكا ستقطع أيضاً علاقاتها مع إمبراطورية ترامب الاقتصادية وتركز على شؤون عائلتها في واشنطن. من جهته أقر ريكس تيلرسون الذي اختاره الرئيس المنتخب وزيرا للخارجية، بأن روسيا تشكل خطراً دوليا وأن أنشطتها الأخيرة «تتنافى» مع المصالح الأمريكية، لدى مثوله أمس أمام مجلس الشيوخ الأمريكي لتثبيته في منصبه. في وقت تشهد الولاياتالمتحدة جدلاً محتدما حول اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال عمليات قرصنة ونشر معلومات كاذبة، قال تيلرسون رداً على أسئلة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إنه «في حين تسعى روسيا إلى اكتساب الاحترام على الساحة الدولية، فإن أنشطتها الأخيرة تتنافى والمصالح الأمريكية». وواجه تيلرسون حديث العهد في السياسة الذي قضى كامل حياته المهنية في قطاع الطاقة، انتقادات شديدة لتفاوضه مع عديد من الزعماء المتسلطين في العالم خلال العقود التي قضاها في مجموعة «إكسون موبيل». لكنه أكد أنه سيتبنى في حال تثبيته في منصبه سياسة خارجية أكثر تشدداً مما كانت عليه في السنوات الأخيرة. وقال «من أجل تحقيق الاستقرار الذي يعتبر أساسياً للسلام والأمن في القرن ال 21، يتحتم عدم تجديد القيادة الأمريكية فحسب، بل تأكيد موقعهاً أيضاً». وبعدما انتقد الرئيس المنتخب آلية عمل الحلف الأطلسي، قال تيلرسون المقرب هو نفسه من بوتين «من حق حلفائنا في الحلف الأطلسي أن يقلقوا من بروز روسيا مجدداً». وأضاف «إن روسيا اليوم تطرح خطراً، لكنها لا تتصرف بشكل لا يمكن التكهن به لتحقيق مصالحها». ويقيم تيلرسون (64 عاماً) المتحدر من تكساس علاقة منذ العام 1999 مع بوتين يقول إنها «وثيقة»، وقلده الرئيس الروسي وسام الصداقة الذي تمنحه روسيا للأجانب.